قصد السبيل إلى معرفة الجليل،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

الخلاف في تخلف الوعيد في حق أهل الصلاة

صفحة 263 - الجزء 1

الخلاف في تخلف الوعيد في حق أهل الصلاة

  - وفي تخلف الوعيد في حق أهل الصلاة خلاف - فقالت العدلية: لا يجوز تخلفه.

  وقال بعض المجبرة: وعيد الله مقطوع بتخلفه في حق أهل الكبائر من أهل الصلاة فقط.

  وقال بعضهم: بل ينقطع العذاب في حق الفاسق دون الكافر.

  وقال بعضهم: يجوز خلف الوعيد في حق أهل الصلاة.

  وحكى الرازي اتفاق أهل السنة على أمرين:

  ١ - أن الكبائر التي يعفى عنها لا تعلم في الحال.

  ٢ - أنه لا يخلد في النار أحد من فساق هذه الأمة.

الأدلة على خلود فساق هذه الأمة في النار

  والدليل على ما قلنا وإبطال ما سواه من الأقوال: قوله تعالى في عموم العصاة: {وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَاراً خَالِداً فيها ...}⁣[النساء: ١٤].

  وهذه الآية جاءت بعد ذكر المواريث في سورة النساء، والكلام موجه إلى المؤمنين، فإنه قال سبحانه وتعالى في أول الآيات: {يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ ... ثم قال في آخر ذلك: تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ ... إلى قوله: وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ ... الآيات}⁣[النساء: ١١ - ١٤].

  وقال تعالى في سورة النساء وهي مدنية والخطابات فيها للمسلمين: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِناً إِلَّا خَطَأً ...} إلى قوله تعالى: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً ٩٣}⁣[النساء].

  وقال سبحانه في رد أماني المتمنين من اليهود وغيرهم: {وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْداً فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ٨٠ بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ٨١}⁣[البقرة].