والله تعالى سامع مبصر
والله تعالى سامع مبصر
  سامع ومبصر كسميع وبصير عند أئمتنا $ لا فرق، فهما بمعنى عالم.
  وقال بعض المعتزلة: سامع ومبصر صفتان له تعالى يوصف بهما حين يدرك المسموع والمبصر بالحياة، ففرقوا بين سامع وسميع ومبصر وبصير، فجعلوا سامعاً ومبصراً صفتين لله تعالى متجددتين له يوصف بهما حين إدراك المسموع والمبصر لا غير.
  أما سميع وبصير فهما صفتان لله تعالى يوصف بهما في الأزل، بمعنى أنه تعالى يصح منه إدراك المسموع والمبصر إذا وجدا.
  قلت: لا محذور فيما تقوله المعتزلة في سامع ومبصر، وذلك أن ما ذكروه أحد المعاني الحقيقية للصيغة، وهذا بالإضافة إلى ما ذكره في شرح الأساس: أن العلم يطلق على ثلاثة معان: أحدها: الإدراك الذي هو نسبه إضافية بين المُدرِك والمدرَك، ولا يكون ذلك إلا في حال الإدراك لا غير، وعلى هذا المعنى يقال في سامع ومبصر: إنهما بمعنى الإدراك الذي هو نسبة إضافية بين المدرِك والمدرَك، ولا يكون إلا حين الإدراك.
  والمُعْتَرضُ على المعتزلة في ذلك هو اقتصارهم على هذا المعنى، لذلك يلزمهم في عالم أن يكون صفة لله تعالى متجددة يوصف بها حين إدراك المعلوم لا غير، ولا مفر لهم من هذا الإلزام، فعالم وعليم وسامع وسميع ألفاظ متساوية من حيث الصيغة.
في تنزيه الله تعالى عن الحاجة
  {وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَمِيدٌ}.
  لا خلاف بين المسلمين في أن الله تعالى منزه عن الحاجة وقد نطق بذلك في كتابه الكريم في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ١٥}[فاطر] وفي آيات أخر.