صور من إعجاز القرآن الكريم غير ما سبق
  أما البشر فليسوا كذلك، ومن هنا فإنهم فشلوا في كل ما وضعوه من القوانين، وسنوه من الأحكام، وأكبر مثال على ذلك ما وضعوه في القرن العشرين، حيث وضعوا بعد التجارب التاريخية الطويلة مبدأين هما: المبدأ الشيوعي، والمبدأ الرأسمالي الغربي.
  أما المبدأ الشيوعي فسرعان ما حكم عليه أهله بالإعدام، وأما المبدأ الغربي فما زال حياً، غير أن ويلاته قد سيطرت في تلك المجتمعات، فالإيدز الذي نتج عن الحرية تعد ضحاياه بالملايين، ومبدأ التعامل الربوي أنهك الشعوب الفقيرة، وزادها شقاءً وفقراً و ... إلخ.
  وعلى الجملة فقد جاء النبي ÷ بشريعة تحل مشاكل البشر على كل المستويات الصحية والاقتصادية والسياسية و ... إلخ، فلوا أن الأغنياء طبقوا شريعة الزكاة لما بقي على ظهر الأرض فقير، ولو أنهم أقاموا شريعة القصاص والحدود والتعزير والعقوبة لاختفت الجريمة أو كادت، ولو ... ولو ... إلخ.
  ٤ - اشتمال القرآن على أسرار من علم الفلك، وأسرار من علم البحار، ومن علم الطب التي لا يمكن لأحد من سكان الجزيرة العربية في ذلك الزمان أن يعرفها؛ لبعدهم عن معرفة تلك العلوم.
  فقد جاء في القرآن الإخبار عن أمواج تحت سطح البحار غير الأمواج الظاهرة في قوله تعالى: {أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ}[النور: ٤٠]، مع العلم أن البشر لم يكتشفوا ذلك الموج إلا في هذا العصر.
  وجاء في القرآن ذكر المراحل الأولى لخلق السموات والأرض في قوله تعالى: {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْض ... الآية}[فصلت: ١١].
  وفي قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا ....}[الأنبياء: ٣٠].
  وهكذا فقد أثبت العلم الحديث صحة ما جاء في القرآن.