القرآن
  ٣ - ما يروى من إجماع الصحابة على العمل بالقياس بما فيهم علي #، ومن كلامه في ذلك قوله #: (أول القضاء ما في كتاب الله، ثم ما قاله الرسول ÷، ثم ما أجمع عليه الصالحون، فإن لم يوجد ذلك في كتاب الله تعالى ولا في السنة ولا فيما أجمع عليه الصالحون - اجتهد الإمام في ذلك لا يألو احتياطاً، واعتبر وقاس الأمور بعضها ببعض، فإذا تبين له الحق أمضاه، وللقاضي ما لإمامهم)(١).
  فإن قيل: لو كان القياس دليلاً شرعياً لظهرت الأدلة الدالة على كونه دليلاً كما ظهرت الأدلة على حجية القرآن والسنة، وما قدمتم من الأدلة غير مقنع للناظر.
  قلنا: الذي يظهر لي أن حجية القياس ثابتة ومقررة في فطر العقول، بل كثيراً ما تدرك الحيوانات أحكام القياس، فإن الشاة أو الجمل أو نحوهما إذا أدرك طعامه أو شرابه في مكان فإنه إذا جاع أو عطش في الوقت الثاني يذهب إلى ذلك المكان الذي أدرك فيه ذلك في الوقت الأول، وما جره إلى ذلك إلا ما ركز في إدراكه من قياس الوقت الثاني على الوقت الأول.
  وإذا ضربت الهرة أو نحوها في وقت فإنها ستنفر منك في الوقت الثاني، وإذا أحسنت إليها في وقت فإنها ستأنس إليك في الوقت الثاني.
  ومن هنا قال الله تعالى لنبيه ÷: {فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ ٥٧}[الأنفال].
  وقال تعالى: {فَجَعَلْنَاهَا نَكَالاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ ٦٦}[البقرة].
القرآن
  القرآن هو أول الأدلة، وهو متواتر بين المسلمين.
  والبسملة آية في أول كل سورة إلا في سورة التوبة، وخالف في ذلك كثير من السلف، وكثير من القراء والفقهاء، قالوا: إنما أتي بها للفضل والتبرك عملاً
(١) مسند الإمام زيد # باب القضاء.