أنواع الاختلاف:
  «اختلاف أمتي رحمة».
  وذلك أن حديث الافتراق مشهور بين جميع طوائف الأمة، متلقى بالقبول، فلا يسمع فيما كان كذلك طعن، وإن تم لهم طعن في ذلك الحديث المشهور فآية آل عمران التي ذكرناها تنص نصاً قاطعاً على تحريم الاختلاف والتفرق، وتتوعد على ذلك بالعذاب العظيم.
  وأما استدلالهم بحديث: «اختلاف أمتي رحمة»(١) فلا يصح لمعارضته لنص القرآن، وما كان كذلك فلا يجوز الالتفات إليه، ولا التعويل عليه.
أنواع الاختلاف:
الاختلاف نوعان:
  ١ - اختلاف في المسائل الأصولية.
  ٢ - اختلاف في المسائل الفرعية العملية.
الاختلاف في المسائل الأصولية:
  الاختلاف في المسائل الأصولية هو الاختلاف الذي مزق جماعة الأمة، وجعلها شيعاً وأحزاباً {كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ ٥٣}[المؤمنون] يكفر بعضهم بعضاً، ويلعن بعضهم بعضاً، و ... إلخ.
  وكل ذلك الاختلاف والعداء إنما نشأ من الاختلاف في المسائل التي ترجع إلى معرفة الله تعالى، وما يلحق بها من مسائل أصول الدين.
الاختلاف في المسائل الفرعية:
  الاختلاف في ذلك - وإن كان قد دخل تحت مطلق النهي الوارد في القرآن - سهل يسير؛ وذلك لعدة أمور:
(١) قال المناوي في فيض القدير (١/ ٢٧٤) نقلاً عن السبكي: وليس بمعروف عند المحدثين ولم أقف له على سند صحيح ولا ضعيف ولا موضوع (ولعله خرج في بعض كتب الحفاظ التي لم تصل إلينا) وأسنده في المدخل وكذا الديلمي في مسند الفردوس كلاهما من حديث ابن عباس مرفوعا بلفظ اختلاف أصحابي رحمة واختلاف الصحابة في حكم اختلاف الأمة كما مر لكن هذا الحديث قال الحافظ العراقي سنده ضعيف وقال ولده المحقق أبو زرعة رواه أيضا آدم بن أبي إياس في كتاب العلم بلفظ اختلاف أصحابي لأمتي رحمة وهو مرسل ضعيف وفي طبقات ابن سعد عن القاسم بن محمد نحوه.