قصد السبيل إلى معرفة الجليل،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

لا يخلو الزمان ممن يصلح للخلافة

صفحة 182 - الجزء 1

  عدوان بعضهم على بعض، وظلم بعضهم بعضاً، ولا ينزجرون عن ذلك، ولا ينفكون عنه إلا إذا كان هناك رئيس له قوة وسطوة وأعوان، يمنعهم الخوف منه عن الظلم والعدوان، ثم إن عادة البشر في كل زمان ومكان لا يوجد منهم قبيلة أو شعب إلا وله رئيس يمنع القوي من الضعيف، وينتصف للمظلوم من الظالم.

  وأما دليل الشرع فإنه لما توفي النبي ÷ أجمعت الصحابة على أنه لا بد من رئيس يقوم بأمر الأمة، ثم من بعدهم إلى اليوم، فإنهم حين يموت الإمام يفزعون إلى نصب إمام، ويطلبونه، ويعتقدون وجوب قيامه.

  والواجب على الأمة إعانة من يصلح لها بالمال والنفس والجنان والأركان، وعلى ذلك اتفقت الأمة.

  وذلك لأنه لا يتم حفظ بيضة الإسلام، وإقامة شعائره، وإقامة العدل والإنصاف، وإقامة الحدود، و ... إلخ. إلا بإعانة الإمام ونصرته.

لا يخلو الزمان ممن يصلح للخلافة

  ولا بد في كل زمن من وجود من يصلح للإمامة من منصبها الشرعي، وعلى ذلك أجمعت العترة، ووافقهم غيرهم.

  ودليل ذلك قوله ÷ في الحديث المشهور: «أهل بيتي كالنجوم كلما أفل نجم طلع نجم»⁣(⁣١) وقوله ÷ في حديث الثقلين: «إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أبداً: كتاب الله وعترتي أهل بيتي، إن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض».

  وقوله ÷: «إن عند كل بدعة يكاد بها الإسلام ولياً من أهل بيتي موكلاً يعلن الحق، وينوره، ويرد كيد الكائدين، فاعتبروا يا أولي الأبصار، وتوكلوا على الله»⁣(⁣٢).


(١) انظر الحديث وتخريجه في كتاب لوامع الأنوار للإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي # (١/ ١٢٥/ط ٤).

(٢) انظر الحديث وتخريجه في كتاب لوامع الأنوار للإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي # (١/ ٥٣/ط ٤).