الطريق إلى الإمامة
  قلنا: لم يرض جماعة من الصحابة بإمامة أبي بكر، وفي مقدمتهم أمير المؤمنين #، وذلك مشهور مذكور في كتب التاريخ.
  وإرغامهم على البيعة بعد امتناعهم واجتماعهم في بيت فاطمة معلوم.
  وسكوت أمير المؤمنين # ومن معه بعد ذلك لا يدل على الرضا، هذا مع أنه # قد صرح بعد السكوت، وباح بما في نفسه، كقوله في الخطبة المسماة الشقشقية: (أَمَا وَالله لَقَدْ تَقَمَّصَها ابنُ أَبِى قُحَافَةَ، وَإِنَّهُ لَيَعْلَمُ أَنَّ مَحَلِّيَ مِنهَا مَحَلُّ القُطْبِ مِنَ الرَّحَا، يَنْحَدِرُ عَنِّي السَّيْلُ، وَلا يَرْقَى إِلَيَّ الطَّيْرُ) ...
  إلى قوله: (فأغضيت على القذى، وشربت على الشجا، أرى تراثي نهباً) ....
  إلى قوله: (فَنَظَرْتُ فَإِذَا لَيْسَ لِي مُعِينٌ إِلَّا أَهْلُ بَيْتِي فَضَنِنْتُ بِهِمْ عَنِ الْمَوْتِ) ... إلى آخر الخطبة، وله # كلام كثير من هذا النوع مذكور في كتاب نهج البلاغة.
  وبذلك يتبين بطلان قول المعتزلة والأشعرية.
  وأما دعوى الإمامية فلم يأتوا عليها بدليل ولا شبهةَّ، ولم يخرجوا بها من دائرة الدعوى.
  وهناك مذاهب أخرى:
  منها: الإرث، قال به الذين يتشيعون لخلفاء بني العباس، ومنها: النص الجلي في أبي بكر، ومنها أيضاً: النص الخفي في أبي بكر.
  والجواب: أن العباس ¥ لم يطلب الخلافة بعد موت النبي ÷، ولا ابنه عبد الله، بل قال العباس يومئذٍ لعلي #: أمدد يدك أبايعك، فيقال: عم رسول الله ÷ بايع لعلي، فلا يختلف عليك اثنان.
  وبايع عبد الله لعلي #، وتولى له الأعمال، ونصره، و .... إلخ.
  وأما دعوى النص في أبي بكر فكدعوى الإمامية.
  ولا يجوز قبول الدعاوي إلا ببراهين قوية، وحجج واضحة، وإلا وجب ردها.