قال الحسن بن يحيى في الجامع الكافي⁣^(⁣١): أجمع علماء آل الرسول ÷ أن علي بن أبي طالب كان أفضل الناس بعد رسول الله ÷، وأولاهم بمقامه، ثم من بعد أمير المؤمنين الحسن والحسين أولى الناس بمقام أمير المؤمنين، ثم من بعد ذلك علماء آل الرسول وأتقياؤهم وأبرارهم أئمة المسلمين في حلالهم وحرامهم وسنن نبيهم، فمن أمر منهم بالمعروف، ونهى عن المنكر وجبت على المسلمين معاونته ونصرته، وأن القائم منهم بالمعروف والجهاد أفضل عندهم من القاعد، وكل مصيب قدره.

  وقال الحسن بن يحيى أيضاً: وقد دل رسول الله ÷ على إمامة علي والحسن والحسين بأعيانهم وأسمائهم ... إلى قوله: وقال النبي ÷ في الحسن والحسين: «هما سيدا شباب أهل الجنة، وأبوهما خير منهما» فجعلهما سيدين، وبين فضلهما، ودل على إمامتهما، ودل على أنه لا يحل لأحد أن يتقدم من جعله رسول الله سيداً، وشهد له بالجنة، وقال ÷: «اللهم أحب من أحبهما، وأبغض من أبغضهما»⁣^(⁣٢).

  وقال ÷: «تعلموا منهم ولا تعلموهم فهم أعلم منكم»، وقال ÷ لأبيهما ولهما: «أنا سلم لمن سالمتم وحرب لمن حاربتم»⁣^(⁣٣) وقال ÷: «إن استنصروكم فانصروهم وإن لبدوا فالبدوا» وقال ÷: «النجوم أمان لأهل السماء وأهل بيتي أمان لأمتي»، وخصهما الله تعالى بأبوة رسول الله ÷، وسماهما أبنيه في كتابه فقال سبحانه: {فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ... الآية}⁣[آل عمران: ٦١]، وخصهما بآية

(١) الجامع الكافي في جامع آل محمد للسيد الإمام أبي عبدالله محمد بن علي الحسني الكوفي. والحسن بن يحيى: هو الإمام الحسن بن يحيى بن الحسين بن الإمام الأعظم زيد بن علي. (مقتبس من لوامع الأنوار: ١/ ٦٧٠/ ط ٤).

(٢) سنن الترمذي (٥/ ٦٥٦) رقم (٣٧٦٩) بلفظ: «هذان ابناي وابنا ابنتي، اللهم إني أحبهما فأحبهما وأحب من يحبهما»، مسند الشهاب للقضاعي (١/ ٥٠) رقم (٢٦) بلفظ: «اللهم إني أحبهما فأحبهما أيها الناس إن الولد مبخلة مجهلة مجبنة ..».

(٣) سنن ابن ماجه (١/ ٥٢) رقم (١٤٥)، المعجم الأوسط (٧/ ١٩٧) رقم (٧٢٥٩).