قصد السبيل إلى معرفة الجليل،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

التفضيل

صفحة 228 - الجزء 1

  وقال جمهور فرق أهل السنة: أفضل الأمة بعد نبيها أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان، ثم علي، ثم سائر العشرة، والمراد بالعشرة الأربعة المذكورون، وطلحة، والزبير، وسعد بن أبي وقاص، وأبو عبيدة بن الجراح، وعبد الرحمن بن عوف، وسعيد بن زيد.

  قلنا: الفضل يحصل لصاحبه بشيئين اثنين أو بواحد منهما:

  ١ - باعتبار العمل الذي يقوم به المكلف.

  ٢ - باعتبار تفضيل الله تعالى.

  فعلي # أسبق المسلمين إلى الإسلام، لم يسلم قبله ذكر، وقد قال تعالى: {وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ ١٠ أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ ١١}⁣[الواقعة].

  وهو # أكثر الصحابة جهاداً مع النبي ÷، وأنكاهم في العدو، وقد قال سبحانه وتعالى: {وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً ٩٥}⁣[النساء].

  وهو # أكثرهم علماً، وقد كانت الصحابة ترجع إليه في كثير من مسائل الدين حتى قال عمر: (لولا علي لهلك عمر)، وقال: (لا أبقاني الله لمعضلة لست لها يا أبا الحسن).

  وقد قال تعالى: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ}⁣[المجادلة: ١١]، وقال سبحانه وتعالى: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ}⁣[الزمر: ٩].

  وأما النصوص الدالة على تفضيله # فهي كثيرة حتى قال قائل أهل السنة⁣(⁣١): لم يجيء في أحد من الصحابة ما جاء في علي.

  وقد روى محدثو أهل السنة شيئاً كثيراً يدل على ما ذكرنا.

  منها: حديث عائشة الذي روته عن النبي ÷ في قتل الخوارج، وهو أنه دخل مسروق على عائشة، فقالت له: من قتل الخوارج؟ فقال: قتلهم علي #، قالت: سمعت رسول الله ÷ يقول: «يقتلهم خير أمتي من بعدي وهو مع


(١) ورد هذا القول عن أحمد بن حنبل وإسماعيل بن إسحاق القاضي كما أورده صاحب الاستيعاب في معرفة الأصحاب (٣/ ١١١٥)، وقد سبق.