قصد السبيل إلى معرفة الجليل،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

أمثلة لذنوب لا يسلم منها المكلف مهما اجتهد

صفحة 241 - الجزء 1

  قلبه، ولا يستحضر معاني الأذكار والأركان.

  وقد كان المفروض أن تمتلئ نفسه من جلال الله وكبريائه وعظمته، وتكبيره ومهابته، واستشعار نعمه وحمده وذكره، واللسان إنما هو ترجمان عن ذلك الذي في نفس المصلي، وكان هذا هو الواجب المفروض في الصلاة.

  وفي الواقع أن المصلي لا يؤدي ذلك في أكثر الصلوات، ولا شك أن ذلك تفريط، وغفلة وتقصير فيما أوجبه الله تعالى من ذكره، وبإمكان المصلي وفي طاقته أن يقلل من التمادي في تلك الغفلة وذلك التقصير الشامل لكل الصلوات.

  وهذا مع الغفلة الطويلة في غير الصلاة عن ذكر نعم الله وشكرها، مع أن المطلوب من المؤمن هو كما قال الله تعالى:

  {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً ٤١ وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً ٤٢}⁣[الأحزاب].

  {فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ١٠}⁣[الجمعة]. {إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً}⁣[الأنفال: ٤٥]، {وَلَا تَنِيَا فِي ذِكْرِي ٤٢}⁣[طه]، {وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ ٢٠٥}⁣[الأعراف] ... إلى غير ذلك من الآيات ولم يكد يذكر الله الذكر في كتابه إلا مقروناً بالكثرة.

  المثال الثاني: قد يؤدي الإنسان الحج والعمرة، وفي تلك الأماكن يكثر تواجد النساء، وحيثما نظرت وقع نظرك على امرأة، وبإمكان الإنسان في تلك الأماكن ألا ينظر إلى امرأة، وذلك بأن لا ينظر إلا عند قدميه.

  المثال الثالث: لا يخلو الإنسان مهما حرص على حفظ لسانه من فلتات لسانه، وبإمكانه أن لا يتكلم إلا بذكر الله أو ما لا بد منه.

  ففي هذه الأمثلة الثلاثة تعرف أنه يصدر من المؤمن ما لا ينبغي ولا يجوز،