قصد السبيل إلى معرفة الجليل،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

اعتراضات والرد عليها

صفحة 264 - الجزء 1

  وقال تعالى للمؤمنين: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ٢٧٨ ...} إلى قوله تعالى: {وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ٢٧٥}⁣[البقرة].

  وخاطب الله تعالى أصحاب النبي ÷ حين تجادلوا هم واليهود في الخروج من النار: {لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيّاً وَلَا نَصِيراً ١٢٣}⁣[النساء].

  إلى غير ذلك من الآيات التي حسم الله فيها أطماع الطامعين وأماني المتمنين وهناك الكثير من الأدلة على ما قلنا، من ذلك ما روي في الصحاح: «من تحسى سماً فهو يتحساه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها، ومن تردى من جبل فهو يتردى في جبل في النار خالداً مخلداً، ومن وجأ نفسه بحديدة فحديدته في يده يجأ بها بطنه في النار خالداً مخلدا»⁣(⁣١).

  وروى البخاري: «من قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة، وإن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عاماً».

اعتراضات والرد عليها

  قالوا: قال الله تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ٥٣ ...}⁣[الزمر] وقال تعالى: {وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلَى ظُلْمِهِمْ ...}⁣[الرعد: ٦] وقال سبحانه: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ}⁣[النساء: ٤٨].

  قلنا: هذه الآيات ونحوها مطلقات مقيدات بالآيات الأخرى، كقوله تعالى: {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى ٨٢}⁣[طه] وهذا هو الواجب فيما كان كذلك من الآيات، فتكون المغفرة خاصة بالتائبين.


(١) ورد بهذا اللفظ في عدة الأكياس (ص ٣٨٣/ ج ٢) وخرَّجه في الهامش، وأورده كثير من أهل الحديث منهم البخاري (١٤/ ٤٣٩/ رقم ٥٧٧٨)، ومسلم (١/ ١٠٣/ رقم (١٠٩) بتقديم وتأخير، وهو في مسند أحمد (١٦/ ١٥٢/ رقم ١٠١٩٥) باختلاف في الترتيب وبزيادة (أبداً).