قصد السبيل إلى معرفة الجليل،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

في الصور

صفحة 282 - الجزء 1

  وقيل: بل الصور المذكور مجاز عن صوت يحدثه الله تعالى لإفزاع الخلائق وإماتتهم وإحيائهم، ذكر ذلك الإمام أحمد بن سليمان #.

  واستدل بقوله تعالى: {يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لَا عِوَجَ لَهُ ..}⁣[طه: ١٠٨] وقوله تعالى: {يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلَى شَيْءٍ نُكُرٍ ٦}⁣[القمر].

  وقوله تعالى: {وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ ... الآية}⁣[ق: ٤١] ونحوها ..

  قال شارح الأساس: وما ذهب إليه الإمام أحمد بن سليمان محتمل ... إلخ.

  وقالت الحشوية: بل الصور قرن كهيئة البوق، قد التقمه إسرافيل #، لينفخ فيه متى أمر بذلك.

  قلنا: لا ثقة بأخبار الحشوية حيث لم يروه غيرهم.

  والناقور المذكور في قوله تعالى: {فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ ٨ فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ ٩}⁣[المدثر]، من الكنايات، والمعنى فإذا حان وقت البعث والنشور، وحلول الوعد فذلك ... إلخ.

  فالنقر عبارة عن حلول الوقت الموعود به.

  وعلى هذا التفسير يمكن تفسير الصور المتقدم ذكره.

  والذي يدل على ما ذكرنا من الكناية أن الله تعالى عبر عن ذلك في آيات أخرى فقال {إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ}، {إِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ} , {إِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ}، {الْقَارِعَةُ ١ مَا الْقَارِعَةُ .... الآية}.

  فيكون نقر الناقور هو حصول الواقعة والقيامة والطامة و ... إلخ.

  ومثل ذلك: {فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ ١٠١}⁣[المؤمنون].

  فيكون المعنى في هذه الآية هو المعنى في قوله تعالى: {فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى ٣٤ يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْأِنْسَانُ مَا سَعَى ٣٥}⁣[النازعات] {فَإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ ٣٣ يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ ٣٤}⁣[عبس].