قصد السبيل إلى معرفة الجليل،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

فائدة لطيفة في التعبير عن حدوث البعث بالظن

صفحة 286 - الجزء 1

  وتفصيل ذلك هو أن الله تعالى خلق المخلوقات في هذه الحياة الدنيا على وفق الحكمة وغاية الإتقان والإبداع: من السموات والأرض وما فيهما.

  والإنسان أكرم مخلوقات الله تعالى في الأرض وأشرفها، فضله تعالى بالعقل والتمييز والمنطق والفهم والعلم وتماماً كما قال سبحانه وتعالى: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً ٧٠}⁣[الإسراء].

  ثم خلّى سبحانه وتعالى بين عباده، وبين فعل ما يريدون، فيتظالمون ويتقاتلون و ... إلخ، ثم إنه سبحانه وتعالى يتوفاهم بعد أعمار قدَّرها بينهم ليست بطويلة.

  وعلى هذا بنى أمرَ العباد، يموت جيل ثم يأتي جيل آخر، يتناسلون ويتكاثرون و ... إلخ، وقد ثبت بما نرى من بدائع المخلوقات وغرائبها وعظيم الحكمة فيها أن الله تعالى عليم حكيم، ليس كمثله شيء، و ... إلخ.

  فيجِب طرداً للحكمة أن يكون ذلك لحكمة وغرض عظيم، وإلا كان تلاعباً وعبثاً، وانتقضت حكمة الحكيم العليم، وقد ذكر الله تعالى هذه الحجة وكررها في كتابه الكريم، من ذلك قوله تعالى: {أَيَحْسَبُ الْأِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدىً ٣٦ ألَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ تُمْنَى ٣٧ ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى ٣٨ فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى ٣ أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى ٤٠}⁣[القيامة].

  وقوله تعالى: {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ ٣٨ مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ ...}⁣[الدخان].

  {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلاً ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ ٢٧}⁣[ص].

  وقوله تعالى: {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ ١ عَنِ النَّبَأِ الْعَظِيمِ ٢ الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ ٣ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ ٤ ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ ٥ أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَاداً ٦ وَالْجِبَالَ أَوْتَاداً ٧ وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجاً ٨ وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتاً ٩ وَجَعَلْنَا