مناقشة حديث: خير القرون قرني ... إلخ
  على أعناق ما بقي من رجال أهل المدينة بأنهم عبيد وخول لأمير المؤمنين يزيد.
  كل ذلك وقع في القرن الأول، وهدمت الكعبة بالمجانيق، وهتكت حرمة مكة، وقتل ابن الزبير وأصحابه في ساحة المسجد الحرام في القرن الأول، وأول ما سبيت فيه نساء المسلمين في القرن الأول، سباهم بسر بن أرطأة من اليمن بأمر معاوية، وباعهن بيع الرقيق.
  وفي القرن الأول أمر معاوية بن أبي سفيان بعد صلحه مع الحسن بن علي @ بلعن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب # في خطب الجمعات والأعياد، فلعن بأمره من فوق منابر مساجد المسلمين، وقد كانت يومئذ ثمانين ألف منبر، واستمر منذ ذلك الحين إلى أن تولى عمر بن عبد العزيز، فأزال ذلك الإثم العظيم، وأبدل مكانه: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْأِحْسَانِ ... الآية}[النحل: ٩١].
  وفي القرن الأول أيضاً أمر معاوية بالبراءة من دين علي بن أبي طالب، ومن أبى ذلك ضربت عنقه، وممن ضرب عنقه في ذلك الصحابي الشهير حجر بن عدي وعمرو بن الحمق الخزاعي، وفي القرن الأول قتل الكثير من أصحاب رسول الله ÷، فقتلت الخوارج أمير المؤمنين #، وسم معاوية الحسن بن علي @، وقتل معاوية في حرب صفين عمار بن ياسر، وخزيمة بن ثابت ذا الشهادتين، وغيرهما كثير، وقبل ذلك كله إعلان الحرب التي لا هوادة فيها على أمير المؤمنين حين تولى الخلافة، فنكثت بيعته طائفة، وقسطت أخرى، ومرق آخرون، وكل هذه الطوائف الثلاث سلت عليه السيف وحاربته أشد المحاربة، وعادته أشد العداوة.
  وفي الحديث الصحيح عن النبي ÷ الذي روته أهل السنة والجماعة: «اللهم عاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله»، وفي الحديث أيضاً «حربك حربي وسلمك سلمي»(١).
  وروى البخاري في صحيحه(٢) في عدة مواضع عن النبي ÷ أنه قال لعلي #: «أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي».
(١) مناقب علي لابن المغازلي (١/ ٣٠٥) رقم (٢٨٥).
(٢) صحيح البخاري (٥/ ١٩) رقم ٣٧٠٦)، (٦/ ٣) رقم (٤٤١٦).