استدلالهم بثناء الله على الصحابة والتابعين والرد عليهم
  النحلة التي أعطاها إياها أبوها ÷، وحرمانهم إياها من ميراثها ونصيبها من الفيء، فهجرت أبا بكر وعمر، وماتت كمداً مغاضبة لهما ساخطة عليهما وقد قال الرسول ÷: «إن الله يغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضاها»(١) و ... إلخ.
  وما زالت المساءة بأهل البيت $ تتزايد من ذلك الحين، وتتضاعف بمرور الزمن حتى بلغت النهاية، فقتلوا أمير المؤمنين، وسم الحسن، وقتل الحسين وسبعة عشر رجلاً من أهل بيته في كربلاء، ثم سنت الأمة لعنهم بأمر معاوية، وبالبراءة من دينهم، وحتى صارت محبة علي # بخصوصه، أو محبة أهل البيت $ ذنباً لا يغفر، ترد به الشهادة والرواية و ... إلخ.
  وما زال هذا المذهب من أصول أهل السنة وقواعدهم التي يبنون عليها الشرائع والأحكام حتى اليوم.
  وشبت على ذلك الأجيال، وشابت عليه، ومضت السنون، وتتابعت القرون، والناس لا يعرفون إلا ذلك، ولا يدينون إلا به، وما زالت سلاطين بني أمية منذ عهد معاوية ثم سلاطين بني العباس ترعى هذا المبدأ بغاية الرعاية، وتعتني به أشد العناية.
  وقد اشتهر هذا المذهب باسم السنة والجماعة، وأتباعه بأهل السنة والجماعة، وقالوا: إنه مذهب السلف والخلف، ومذهب خير القرون ثم الذي يليه ثم الذي يليه، ونحن لا نناكرهم في ذلك، فقد نشأ هذا المذهب في القرن الأول، وفرضه معاوية أخيراً على الأمة فرضاً، وعاقب أشد العقوبة من لم يكن كذلك، فصار هذا المذهب هو المذهب الرسمي في البلاد الإسلامية في القرن الأول، ثم فيما بعده من القرون، ولا ننكر أيضاً أنهم يسمونه السنة والجماعة، وأن أتباعه أهل السنة والجماعة، وأنه مذهب السلف والخلف، ومذهب التابعين وتابعيهم.
(١) صحيح البخاري (٣/ ١٣٧٤) رقم (٣٥٥٦)، (٣/ ١٣٦١) برقم (٣٥١٠) بلفظ: «فاطمة بضعة مني فمن أغضبها أغضبني».