مجموع كتب ورسائل الإمام الأعظم أمير المؤمنين زيد بن علي (ع)،

الإمام زيد بن علي (المتوفى: 122 هـ)

كتاب الإيمان

صفحة 137 - الجزء 1

  ويدخل الجنة؟ فما أرى إذاً الغَلَّ الذي جاء به - يحمله يوم القيامة - ضَرَّه شيئاً إن كان كما يقولون: «إذا قال: لا إله إلا اللّه دخل الجنة». أليس القول حقيقة من العمل.

  وقال ø: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ}⁣[فاطر: ١٠]. فأصل القول العمل.

  وقال اللّه تعالى: لمحمد ÷: {وَلَا تُجَادِلْ عَنْ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنفُسَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا}⁣[النساء: ١٠٧]. إنما أنزلت هذه الآية في أهل القبلة الذين خاصموا عن الرجل الذي خان الدرع من اليهودي⁣(⁣١)، وهو الذي أنزلت فيه: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ}⁣[النساء: ٤٨] ولو مات خائناً قبل أن يشرك بالله شيئاً أدخله اللّه تعالى النار، إن اللّه تعالى لا يدخل الجنة إلا من يحب.

  وموجبات العذاب نزلن بعد الآيات⁣(⁣٢) التي نزلت في (سورة بني إسرائيل) التي


(١) قال الزمخشري في الكشاف (١/ ٥٩٥) في تفسير سورة النساء آية ١٠٧: روي أن طعمة بن أبيرق أحد بني ظفر سرق درعاً من جار له اسمه قتادة بن النعمان في جراب دقيق، فجعل الدقيق ينتثر من خرق فيه، وخبأها عند زيد بن السمين رجل من اليهود، فالتمست الدرع عند طعمة فلم توجد وحلف ما أخذها، وما له بها علم، فتركوه واتبعوا أثر الدقيق حتى انتهى إلى منزل اليهودي فأخذوها، فقال: دفعها إليَّ طعمة وشهد له ناس من اليهود، فقالت بني ظفر: انطلقوا بنا إلى رسول الله ÷ فسألوه أن يجادل عن صاحبهم، وقالوا: إن لم تفعل هلك وافتضح، وبريء اليهودي، فهَمَّ رسول الله ÷ أن يفعل وأن يعاقب اليهودي، وقيل: هَمَّ أن يقطع يده اتفاقاً. انتهى.

(٢) الآيات هي قول الله تعالى في سورة الإسراء: {وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا ٣١ وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا ٣٢ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ =