كتاب تثبيت الإمامة
  فسألنا الأمة: من أولى الفقهاء العلماء بالتقدم بالصلوة إذا حضروا، فاجتمعوا على أن رسول اللّه ÷ قال: «يؤمكم أقرؤكم لكتاب اللّه ø»، فاجتمعوا على أن الأربعة أولى بالتقدم من عمر.
  ثم سألنا الأمة: أي الأربعة كان أقرأ لكتاب اللّه وأفقههم في دين اللّه؟
  فاختلفوا فيهم، فأوقفناهم حتى نعلم.
  ثم سألنا الأمة: أي الأمة أولى بالإمامة؟
  فاجتمعت الأمة على أن النبي ÷ قال: «الأئمة من قريش».
  فسقط اثنان من الأربعة: عبد الله بن مسعود، وزيد بن ثابت الأنصاري، إذ هما لم يصلحا للإمامة؛ لأنهما ليسا من قريش، وبقي علي بن أبي طالب ~، وعبد الله بن عباس مسلمين فقيهين عالمين قرشيين.
  فسألنا الأمة: إذا كانا عالمين فقيهين قرشيين أيهما أولى بالإمامة؟
  فاجتمعت الأمة على: أن النبي ÷ قال: «إذا كان فقيهين عالمين فأكبرهما وأقدمهما في الهجرة»(١)، فسقط عبد الله بن عباس، وحَصَل علي
= يوم بدر فرده، وشهد ما بعدها، ولم يشهد شيئاً من حروب علي #، قال ابن عبد البر: وكان مع ذلك يفضلً علياً ويظهر حبه، توفي بالمدينة سنة (٤٥ هـ)، وكان من أهل القضاء والفتوى.
(٢) عمر بن الخطاب بن نفيل، القرشي، أبو حفص، أسلم بعد خروج مهاجرة الحبشة على يدي أخته فاطمة، قال: (لولا علي لهلك عمر) وقال: (لا أبقاني الله لمعضلة ليس لها أبو الحسن) توفي (٢٦ ذي الحجة سنة ٢٣ هـ) وعمره (٦٣ سنة).
(١) عن أبي مسعود عقبة بن عمرو الأنصاري قال قال رسول اللّه ÷: يؤم القوم أقرأهم لكتاب اللّه، فإن كانوا في القراءة سواء فأعلمهم بالسنة، فإن كانوا في السنة سواء فأقدمهم هجرة، فإن كانوا في الهجرة سواء فأكبرهم سناً.
أخرجه مسلم في المساجد باب من أحق بالإمامة (١/ ٤٦٥) رقم (٢٩٠/ ٦٧٣)، وأبو داود في كتاب الصلاة (١/ ١٥٦) رقم (٥٨٤)، والنسائي ٢/ ٧٦، والترمذي في كتاب الصلاة (١/ ٤٥٨) رقم (٢٣٥ و ٢٧٧٢)، وابن ماجة رقم (٩٨٠)، وابن خزيمة رقم (١٥٠٧)، واحمد في المستدرك (٥/ ٣٢١) رقم (٢٢٤٠٣)، والطبراني في الكبير ١٧/ ٦٠٩ - ٦١٢، وابن حبان رقم (٢١٢٧ و ٢١٣٣ و ٢١٤٤)، والطبراني في الأوسط (٣/ ١٨٩) برقم (٤٢٨٢) والحاكم ١/ ٢٤٣، والدار قطني ١/ ٢٨٠، وأبو عوانة ٢/ ٣٥، والبيهقي في السنن ٣/ ٩٠ - ٩١، وأبو داود الطيالسي رقم (٦١٨)، والطحاوي في معاني الآثار ١/ ٣٩٦، وعبدالرزاق رقم (٣٨٠٨)، والحميدي رقم (٤٥٧)، وابن الجارود رقم (٣٠٨).