كتاب الصفوة
  اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا}[الفتح: ٢٦] وقال: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ ٢٤ تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ٢٥ وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ ٢٦ يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ}[إبراهيم: ٢٤ - ٢٧]، وقال ø: {ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ}[الفتح: ٢٩]، فقد ضرب اللّه لكم الأمثال في التوراة والإنجيل وفي كتابكم، فكانت ذرية إبراهيم إسماعيل وإسحاق.
  فأما بنو إسحاق فقد قص اللّه عليكم نبأهم لتتعظوا بذكرهم، وهما هاتان الطائفتان(١) اللتان ذكر اللّه في الكتاب فقال: {وَهَذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ١٥٥ أَنْ تَقُولُوا إِنَّمَا أُنزِلَ الْكِتَابُ عَلَى طَائِفَتَيْنِ مِنْ قَبْلِنَا وَإِنْ كُنَّا عَنْ دِرَاسَتِهِمْ لَغَافِلِينَ}[الأنعام: ١٥٥ - ١٥٦].
  فأما بنو إسماعيل فهم أمِّيون لم يكن لهم كتابٌ، ولم يُبْعَثْ فيهم غيرُ محمدٍ ÷، فبعثه اللّه على ملة إبراهيم صلى اللّه عليه ونَسَبَهُ إلى إبراهيم وجعله أولى الناس به حين بعثه، وبينه وبين إبراهيم ما شاء اللّه من القرون، فقال: {إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ}[آل عمران: ٦٨]. جعله اللّه تبارك وتعالى خاتم النبيين وأرسله إلى الناس كافة، فليس كل من آمن بمحمد ÷ من بني إسماعيل، كما ليس كل من اتبع موسى وعيسى @ من بني إسحاق صلى اللّه عليه.
(١) يعني بالطائفتين: اليهود والنصارى.