مجموع كتب ورسائل الإمام الأعظم أمير المؤمنين زيد بن علي (ع)،

الإمام زيد بن علي (المتوفى: 122 هـ)

مقتل عثمان

صفحة 292 - الجزء 1

  حتى مات. ومع مشيه على بطن عَمَّار بن ياسر⁣(⁣١) رحمة اللّه تعالى عليهما حتى


(١) عمار بن ياسر بن عامر بن مالك بن كنانة القحطاني، أحد السابقين الأولين والأعيان البدريين، أمه سمية مولاة بني مخزوم من كبار الصحابيات، وأول شهيدة في الإسلام، جاء في حقه عن النبي ÷: «عمار مليء إيماناً إلى مشاشه». أخرجه النسائي ٨/ ١١١، والمشاش: جمع مشاشة وهي رؤوس العظام اللينة. وقال فيه: «ويحك يا ابن سمية تقتلك الفئة الباغية»، وأخرجه البخاري في كتاب الصلاة باب التعاون في بناء المسجد ١/ ١٩٤ عن أبي سعيد وفي كتاب الجهاد والسير باب مسح الغبار ٤/ ٧٧، ومسلم في الفتن ٤/ ٢٢٢٣٥ (٧٠/ ٢٩١٥) وما بعده، وأحمد ٣/ ٥ وغيرهم.

وضرب عثمان لعمار بن ياسر مما لا تنكره المصادر التاريخية، وقد اختلف في السبب الذي لأجله ضرب عمار ظلماً حتى مرض طويلاً على ثلاثة أقوال:

أحدها: بسبب أنه لم يؤذنه بالصلاة على ابن مسعود، على ما تقدم في الحاشية السابقة، فعند ذلك وطئه عثمان حتى أصابه الفَتْق. ابن أبي الحديد (٣/ ٣٧)، الأميني في الغدير (٩/ ١٩) عن البلاذري في الأنساب (٥/ ٤٩).

الثاني: أن المقداد وعماراً وطلحة والزبير وعدة من أصحاب رسول الله ÷ كتبوا كتباً عددوا فيها أحداث عثمان، وخوفوه به، وأعلموه أنهم مواثبوه إن لم يقلع، فأخذ عمار الكتاب فأتاه به.

فقرأ منه صدراً ثم قال له: أعليَّ تُقْدِم من بينهم، فقال: لأني أنصحهم لك، قال: كذبت يا ابن سمية، فقال: أنا والله ابن سمية وابن ياسر؛ فأمر عثمان غلماناً له فمدوا بيديه ورجليه، ثم ضرب عثمان برجليه وهي في الخفين على مذاكيره، فأصابه الفتق، وكان ضعيفاً كبيراً فغشي عليه.

ابن أبي الحديد (٣/ ٣٨)، ابن عبد ربه العقد الفريد (٢/ ٢٧٢)، نقله عنه في الغدير (٩/ ١٨).

الثالث: أنه كان في بيت المال سفط فيه حلي وجواهر، فأخذ منه عثمان الحلي وأعطى بعض أهله، فأظهر الناس الطعن عليه في ذلك في ذلك، وكلموه فيه بكلام شديد، حتى أغضبوه، فخطب وقال: لنأخذن حاجتنا من هذا الفيء وإن رغمت به أنوف أقوام، فقال علي #: إذن تمنع من ذلك ويُحال بينك وبينه.

فقال عمار: أشهد الله أن أنفي أول راغم من ذلك، فقال عثمان: أعلي يا ابن ياسر تجترئ، خذوه، =