رسالة الحقوق
  وحق اللّه في البصر: غَضُّه عن المحظورات ما صَغُرَ وما كَبُرَ، ولا تمده إلى مامَتَّع اللّه به الْمُتْرَفين، واتْرُك انتقال البَصَرِ في مالا خير فيه، ولكن ليجعل المؤمن نظره عِبَراً، فإن النَّظر باب الإعتبار.
  وحق اللّه في اليَدَيْن: قبضهما عن المُحَرَّمات في التَّناول، واللَّمْس، والبطش، والأَثَرَةِ، ولكن يبسطهما في الخيرات، والذب عن الدين والجهاد في سبيل اللّه.
  وحق اللّه تعالى في الرِّجْلَين: لا يسعى بهما إلى مكروه، فكل رِجْل سعت إلى ما يكره اللّه تعالى فهي من أرجل إبليس لعنه اللّه تعالى.
  وحق اللّه في البَطْن: أن لا يجعله وعاء للحرام، فإنه مسؤول عنه، وقد كان أمير المؤمنين ~ وسلامه يقول: (نِعْمَ الغريم الجوف، أي شيء تقذفه إليه قَبِلَه منك)، وقال ~ وسلامه في البطن: (ثلث للطعام، وثلث للشراب، وثلث للنَّفَس)، وقال ~ وسلامه: (إذا طعمتم فصلوا واصف الطعام، فأَخَفَّ الطعام، وأطيبه وأمرأه وأثراه الحلال)، وقال ~: (ويجب أن يقتصد في أكله وشربه، فإن كثرة الأكل والشرب مقساة للقلب).
  وحق اللّه في الطعام: أن يُسَمِّي إذا ابتدأ، وأن يحمده إذا انتهى، والشبع المليِّا هو مَكْسَلَةٌ، ولا خير في العبد حينئذ.
  وحق اللّه على عبده في فَرْجِه: حفظه وتحصينه. وبابه المفتوح إليه هو البصر، فلا تمدّوا أبصاركم إلى ما لا يَحِلُّ لكم، ولاتُتْبِعوا نَظْرةَ الفجأةِ نَظْرَةَ العَمْدِ فتهلكوا، وكفى بذلك معصية وخطيئة، وأخيفوا نفوسكم بالوَعيْد واقْرَعُوها، فَمَنْ قَرَع نفسه وأخافها بالوعيد فقد أبلغ في موعظتها وتحصينها، وتأديبها بأدب اللّه ø.
  ثم حقوق اللّه تعالى في الصلاة: أن يعلم المصلي أنها وافدته إلى اللّه ø، ثم فليصلّ صلاة مُوَدِّع، يعلم أنه إذا أفسد صلاته لم يجد خَلَفاً منها، ومن أفسد صلاته فهو لسائر الفرائض أفسد، وإذا قام العبد إلى الصلاة فليقم مقام الخائف، المِسْكِين،