إيلام أهل المعاصي
إيلام أهل المعاصي
  يحسن من الله تعالى إيلام أهل الكبائر لحكَم منها:
  ١ - تعجيل عقوبة على فعلهم الكبائر، وإصرارهم على العصيان.
  ٢ - لما لهم في ذلك من العظة والاعتبار أولاً ولغيرهم ثانياً.
  ودليل ذلك قوله تعالى: {وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ٢١}[السجدة] وقوله تعالى: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ ٣٠}[الشورى].
  ولا عوض لأهل الكبائر على ما يلحقهم من الآلام ونحوها؛ بدليل آيات الوعيد والعذاب الدائم الشديد.
  وقالت المجبرة: يحسن من الله تعالى أن يؤلم كل أحد من غير عوض واعتبار وغير ذلك مما ذكرنا، وهذا بناء منهم على مذهبهم أنه لا يقبح من الله قبيح.
  والجواب: المعروف من معنى الظلم أنه الضرر الخالي عن جلب نفع، أو دفع ضرر، أو استحقاق، فإذا كان الألم اللاحق للعبد لا نفع له فيه، ولا يدفع به عنه ضرر، ولا هو يستحقه، فإنه حينئذ يكون ظلماً، وقد قال تعالى: {وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً}[الكهف: ٤٩].
  وبعد، فقد ثبت أن الله تعالى حكيم، والحكيم لا يفعل إلا ما تقتضيه الحكمة من الأفعال، وثبت أنه تعالى عدل، والعدل لا يلحق الضرر بأحد إلا إذا كان يستحقه، أو كان له في الضرر مصلحة هي أكبر من الضرر، أو كان في الضرر دفع ضرر عنه أكبر مما لحقه.
  يحسن الضرر من العبيد لأمور:
  ١ - أن يكون الضرر عقوبة كالقصاص.
  ٢ - أن يكون فيه حصول منفعة: كتأديب الصبي والعبد والمرأة، وسواء كانت المنفعة دينية أم دنيوية.