قصد السبيل إلى معرفة الجليل،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

عدوان بعض الخلق على بعض

صفحة 129 - الجزء 1

  ٣ - أن يكون فيه دفع ضرر: كقطع العضو المصاب بالسرطان، وكالكي، والحجامة، ونحو ذلك.

  ٤ - لإباحة الله تعالى كذبح الحيوانات، ولا يكون ذلك ظلماً؛ لعلمنا أن الله سبحانه وتعالى ما أباح لنا ذلك إلا وقد ضمن لها من المنافع والأعواض ما يزيد على ما لحقها من الضرر أضعافاً مضاعفة.

عدوان بعض الخلق على بعض

  إذا اعتدى الظالم على مؤمن ولم يتب الظالم فإن الله تعالى سيجزي الظالم بما يستحق من العذاب في نار جهنم، وسيطلع الباري المؤمن المظلوم على ما لحق الظالم من العذاب على ظلمه، ثم يعطيه ثواب الصبر على ألم الجناية ونحوها، بالإضافة إلى عوض التخلية، وعوض التخلية قد يكون منافع ومصالح تصير إلى المجني عليه، وقد يكون العوض حطاً من سيئاته.

  وقد روي عن أمير المؤمنين # أنه قال لأصحابه: (أما إنه سيظهر عليكم من بعدي رجل رحب البلعوم، مندحق البطن، يأكل ما يجد، ويطلب ما لا يوجد، فاقتلوه، ولن تقتلوه، ألا وإنه سيأمركم بسبي والبراءة مني، أما السب فسبوني فهو لي زكاة، ولكم نجاة، وأما البراءة فلا تتبرءوا مني، فإني ولدت على الفطرة، وسبقت إلى الإسلام والهجرة).

  فقوله #: فهو لي زكاة معناه: تطهرة للذنوب، وكفارة لها.

  وإن اعتدى الظالم على صاحب كبيرة فلا يزاد على أن يخبره الله يوم الجزاء بما لحق الظالم من العذاب بسبب ظلمه، وذلك لإظهار عدل الله، وقد يكون عدوان الظالم على صاحب الكبيرة تعجيل عقوبة فلا يخبر المظلوم يوم القيامة، وقد قال تعالى في ذلك: {وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضاً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ١٢٩}⁣[الأنعام]، وتسليط الله تعالى لبعض الظالمين على بعض معناه: التخلية، وعدم المنع، وإذا كان العدوان على صبي أو مجنون أو حيوان فلا بد من مصلحة للمجني عليه