السنة
  ٤ - لم تبين الأشعرية حقيقة الكلام النفسي إلا بما لا يفهم منه معنى مفيد، حتى قال بعض أئمتهم الكبار: إنه لم يفهم بعد البحث والتحري أكثر من ثلاثين سنة ما هو الكلام النفسي الذي يريده أبو الحسن الأشعري، وذلك أنهم يقولون: إن الكلام النفسي صفة لله تعالى حقيقية، وهي غير المعنى الذي يتصوره المتكلم في نفسه قبل الكلام، وغير العلم بذلك، وغير القدرة عليه، ولم يستطيعوا بعد ذلك أن يحددوا المراد به، وهكذا يكون الباطل.
  ولهم مذاهب من هذا القبيل، لا يمكنهم البرهنة عليها، ولا حتى تفسيرها، وذلك كالكسب فإنها ضاقت عليهم المذاهب في تفسيره وتوضيحه.
  وكقولهم: إن الله تعالى سيرى يوم القيامة بلا كيف، ومثل ذلك قول إخوانهم الحشوية: إن لله تعالى وتقدس وجهاً بلا كيف، ويدين بلا كيف و ... إلخ.
السُنّة
  السنة: هي الدليل الثاني بعد كتاب الله تعالى، والمراد بذلك الخبر المنقول عن النبي ÷ سواء أكان خبراً أم أمراً أم نهياً، وسواءً أكان الخبر عن فعل أم عن تقرير أم عن غير ذلك.
  فالذين عاصروا النبي ÷، يتلقون السنة مباشرة عن النبي ÷، ولا يحتاجون في ذلك إلى عناء ومشقة.
  أما الذين لم يشاهدوا النبي ÷، أو لم يعاصروه، فإنه يجب عليهم البحث والتحري والتفتيش في صحة ما يروى عن النبي ÷، فما صح لهم من سنته ÷ اتبعوه، وما لم يصح تركوه.