الأدلة على إمامة علي (ع)
  يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ ....}.
  ولم يكتف النبي ÷ بهذه الدلالات، بل نص نصاً لا تحوم حوله الشكوك على خلافة أهل بيته من بعده، فقال ÷ في حديث الثقلين المشهور المتواتر الذي روته طوائف المسلمين بما فيهم أهل الصحاح: «إني مخلف فيكم خليفتين ... الحديث المتقدم».
  وما زال النبي ÷ يؤكد ذلك، وينوه به مدة حياته ÷ في أحاديث فائتة للحصر، رواها أهل الصحاح وغيرهم.
  وفي كل ذلك دليل على ما نقول من إمامة الأئمة من أهل البيت $، وأنها محصورة فيهم لا تتعداهم إلى غيرهم.
الأدلة على إمامة علي (ع)
  الحجة الثانية: تفصيلية، وهي فيما يتعلق بإمامة أمير المؤمنين # وهي:
  ١ - قد تقدم في الحجة الأولى التدليل على خلافة آل رسول الله ÷ من بعده، وبناءً على ذلك فعلي # هو سيد أهل البيت $، ومقدمهم ورئيسهم، وبذلك يجب أن يكون # هو الخليفة بعد الرسول ÷ بلا فصل، وهذه الحجة واضحة مكشوفة لا تخفى.
  ٢ - صح عن النبي ÷ - كما رواه البخاري في عدة مواضع من صحيحه - أنه قال: «علي مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي»(١)، والمعلوم أن منازل هارون من موسى هي الخلافة والوزارة والأخوة والنبوة، نطق بتلك المنازل القرآن الكريم.
  ٣ - ثبت بالتواتر عن النبي ÷ حديث الغدير ورواه مسلم في صحيحه(٢) وأورده غيره من أهل الحديث وهو قوله ÷: «ألست أولى بكم من أنفسكم؟» قالوا: بلى يا رسول الله، قال: «فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه،
(١) فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل (٢/ ٦١١) رقم (١٠٤٥) (٢/ ٦٣٣) رقم (١٠٧٩، ١٠٨٥، ١٠٩١، ١٠٩٣، ١١٣١، ١١٣٧)، وفي أغلب كتب الحديث.
(٢) سبق تخريج روايته لحديث الغدير وأنه روى أوله وطوى ذكر بقيته.