قصد السبيل إلى معرفة الجليل،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

حكم المحاربين لعلي (ع)

صفحة 193 - الجزء 1

  غير أن الإسلام أخيراً قهرهم، فدخلوا في الإسلام يوم فتح مكة قهراً عن غير اقتناع ولا رضا، وما زالت قلوبهم ملآنة من الحنق والكراهة لعلي #؛ لما له من النكاية فيهم في الحروب التي جرت بينهم وبين النبي ÷.

  لذلك فإنهم لما جرى يوم السقيفة ما جرى سمحوا بالبيعة لأبي بكر غاية السماح، وأيدوها غاية التأييد، وكانوا هم أنصار أبي بكر ورجاله، وأصبحوا بعد ذلك رجال الدولة.

  فأظهروا ما في قلوبهم من العداوة للأنصار الذين قاتلوهم مع النبي ÷ في بدر وأحد والأحزاب، وآووه ونصروه.

  فأكثرت شعراء قريش من هجاء الأنصار وذمهم، وفي كتب السير والتواريخ الكثير من التفصيل لما جرى من ذلك.

  كما أظهروا الإزراء بأهل البيت، وشددوا في التضييق عليهم، فأخذوا مال فاطمة & الذي أنحلها إياه أبوها ÷، ومنعوها إرثها ونصيبها من الفيء.

  وحرموا بني هاشم جميعاً من شغل أي دور في مهمة الخلافة، وأبعدوهم عن ساحتها تماماً.

  وأعطوا القيادات الرفيعة والمناصب والولايات لرجال قريش خصوصاً.

  أما بنو هاشم والأنصار، وغيرهم من الصحابة الذين ليسوا من قريش فطردوهم، وأبعدوهم، وحرموهم من ذلك، فأعطوا قيادات الجيوش الإسلامية والولايات ليزيد بن أبي سفيان، ثم لمعاوية بن أبي سفيان من بعد موت أخيه، ولخالد بن الوليد، وعمرو بن العاص، ثم لعبد الله بن سعد بن أبي سرح، والوليد بن عقبة بن أبي معيط، ومروان بن الحكم، وأشباههم.

حكم المحاربين لعلي (ع)

  الذين حاربوا علياً # حين تولى الخلافة أحزاب ثلاثة:

  ١ - أولهم الناكثون بقيادة طلحة والزبير وعائشة.

  ٢ - القاسطون بقيادة معاوية بن أبي سفيان.

  ٣ - المارقون وهم الخوارج.

  وقد اختلف الناس في حكم هؤلاء الطوائف الثلاث، فأهل السنة يتساهلون في