قصد السبيل إلى معرفة الجليل،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

بعض قواعد وأسس مذهب أهل السنة والجماعة

صفحة 198 - الجزء 1

  ومما لا شك فيه أن أهل السنة والجماعة يجرحون كل من يحب علياً #، ولا يقبلون روايته، وأنهم يعدون ذلك من أعظم الجرح.

  ويقبلون رواية مبغضي علي #، وعلى ذلك وضعت صحاحهم، والرسول ÷ قد نص على نفاق مبغضي علي # نصاً مجمعاً عليه، معترفاً بصحته، والله سبحانه وتعالى قد أخبر عن المنافقين بما أخبر، وحذر منهم بما حذر، من ذلك قوله تعالى: {وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ ١}⁣[المنافقون] وقال سبحانه: {لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالاً وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ ... الآية}⁣[التوبة: ٤٧]، وقال سبحانه: {الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ٦٧}⁣[التوبة] وقال سبحانه: {فَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ إِنَّهُمْ رِجْسٌ}⁣[التوبة: ٩٥] وقال تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ ٨ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا ... إلى قوله تعالى: وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ ١١ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ ١٢ ... الآيات}⁣[البقرة].

  وأهل السنة والجماعة قد بنوا دينهم في أصوله وفروعه على تلك الصحاح التي رواتها كما ذكرنا، وقالوا: إن دينهم هو الدين الحق، وما سواه ضلال وباطل، ولا يحتاج المقام لأكثر من هذا لمن يريد النظر لدينه.

  ٣ - من قواعدهم الأصولية:

  أ - أن من قال: لا إله إلا الله دخل الجنة وإن سرق وإن زنا ... إلخ.

  ب - أن شفاعة الرسول ÷ تكون لأهل الكبائر خاصة من أمته.

  ج - إن الموحدين من أمة محمد ÷ سيخرجون من النار إذا دخلوها، وتماماً كما قال الله تعالى حاكياً عن اليهود: {وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً}⁣[البقرة: ٨٠].