قصد السبيل إلى معرفة الجليل،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

الدليل على بطلان هذا المذهب

صفحة 199 - الجزء 1

  وأنت أيها الناظر إذا تأملت هذه الأصول التي يذكرها أهل السنة والجماعة في أصول عقيدتهم تجدها في الواقع دعوة إلى ارتكاب الجرائم والكبائر والمآثم، ودعوة إلى التهاون بشرائع الإسلام وفرائضه، وهذا في الحقيقة دعوة شيطانية، فإنه الذي يدعو إلى ذلك ويزينه ويسهل فيه.

  وإذا نظرت ثانية إلى كتاب الله تعالى تجده سبحانه وتعالى يدعو إلى تزكية النفس من أدناس المعاصي، وإلى طهارتها، ويحذر من ارتكاب المآثم والجرائم والكبائر والفسوق والعصيان، ويشدد في الوعيد أشد التحذير.

  ٤ - ومن أصولهم العظيمة أن الله تعالى وتقدس هو الذي يتولى وحده خلق أفعال العباد المعاصي منها والطاعات، فيجب عندهم الإيمان والتصديق بأن الله تعالى هو الذي خلق الزنا واللواط والكفر والفسوق و ... إلخ، دون العبد، وأنه تعالى قدر ذلك، وأراده، وشاءه فنزهوا العبد والشيطان عن فعل ذلك وإرادته ومشيئته، وحمّلوا الملك القدوس مسئولية فعلها وإرادتها وحده، دون العبد العاصي، ودون الشيطان، وسموا ذلك توحيد الأفعال، وعلى ذلك فمن قال: إن العبد هو الذي تولى فعل المعصية وإحداثها فهو مشرك قدري، يحل دمه وماله.

  ٥ - ومن أصولهم أن جميع الصحابة عدول أبرار، لا يجوز ذكر أحد منهم بسوء فعله، وكل من رأى النبي ÷ فهو صحابي عندهم.

  ولا شك أن صحبة النبي ÷ فضيلة، غير أن أهل السنة والجماعة غلوا في هذه الفضيلة إلى حد بعيد، والواقع الصحيح أن الصحابة وإن تميزوا بشرف الصحبة كغيرهم من المسلمين، لهم ما لهم وعليهم ما عليهم {مَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ...}⁣[فصلت: ٤٦]. {كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ}⁣[المدثر: ٣٨] {لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَت}⁣[البقرة: ٢٨٦].

  فيهم المؤمن وفيهم المنافق {وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ}⁣[التوبة: ١٠] {مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ}⁣[آل عمران: ١٥٢].