حدوث العالم
كتاب التوحيد
  التوحيد: هو العلم بما لله ﷻ من الوحدانية، ونفي الشريك والصاحبة والولد وبما يستحقه من الأسماء الحسنى والصفات العليا، وبما يستحيل عليه تعالى، وبما يلحق بذلك ويتصل به، وقد أوجز أمير المؤمنين # معنى التوحيد في عبارة قصيرة فقال #: (التوحيد أن لا تتوهمه)، ومعنى هذه العبارة البليغة: أن الله تعالى لا يشابه شيئاً من مخلوقاته، فليس بجسم وليس بذي مكان، ولا يتصف بصفات المخلوقات، فلا تكييف ولا تمثيل ... إلخ.
  وعبارته # قد أفادت جميع ذلك، وذلك أن التوهم هو التصور، والتصور لا يكون إلا لما كان جسماً أو عرضاً، فكل ما تصوره الإنسان فهو جسم أو عرض، فعرفنا من ذلك أن الله تعالى ليس بجسم، وأن صفاته ليست بأعراض كما هي الحال في المخلوقات، وأنه ليس بذي مكان ولا تحله الأعراض، لأن ذلك لا يكون إلا في الجسم الذي يتصور.
حدوث العالم
  الطرق إلى معرفة الله ø كثيرة، ولقد صرف الله تعالى إلى معرفته في كتابه الآيات، ونوَّع الدلالات.
  فمن الطرق إلى معرفته تعالى: حدوث العالم، وحدوثه أصبح من النظريات المسلمة في هذا الزمان عند علماء الكون.
  وأول ما استدل به صاحب الأساس على ذلك قوله تعالى: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاختلاف اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ١٦٤}[البقرة].