قصد السبيل إلى معرفة الجليل،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

طرق الاستدلال على حدوث العالم

صفحة 21 - الجزء 1

  في هذه الآية نبه الله ø العقول أن تفتح عيونها على عجائب هذا الكون، ودعاها إلى النظر والتفكير في خلق السموات والأرض.

طرق الاستدلال على حدوث العالم

  وقد سلك المتكلمون في الاستدلال على حدوث السموات والأرض طرقاً مختلفة منها:

  ١ - دليل الإمكان، وهو المذكور أولاً في الأساس.

  ٢ - دليل الاختلاف، وهو الثاني مما ذكره في الأساس.

  ٣ - دليل القياس، وهو الثالث مما ذكره في الأساس.

  ٤ - دليل الدعاوى الأربع، ولم يذكره في الأساس، وهو مذكور في شرحه.

دليل الإمكان

  أما دليل الإمكان فقالوا في تفسيره:

  إن العقل إذا نظر في خلق السموات والأرض فسيجدهما لا محالة ملازمتين لإمكان الزيادة والنقصان والتحويل والتبديل والجمع والتفريق، والإمكان لا يكون إلا مع التمكن من الزيادة والنقصان و ... إلخ.

  والتمكن لا يكون إلا بعد صحة الفعل، وصحة الفعل لا تكون إلا بعد وجود الفاعل.

  وعلى هذا التدريج (فصحة الفعل) محدثة؛ لأنّ صحة الفعل لا تكون إلا بعد وجود الفاعل.

  والتمكن والإمكان لا يكونان إلا بعد صحة الفعل، وقد عرفت أنها محدثة، فما يكون بعدها يكون محدثاً، فثبت بهذا أن الإمكان محدث، وقد حكم العقل بأنه ملازم لخلق السموات والأرض، فيلزم حدوثهما.