أساس الإسلام
  والمشهور عن الإسماعيلية الذين اشتهرت تسميتهم بالباطنية أنهم يتأولون ألفاظ القرآن على غير ظاهره، وكذلك ألفاظ السنة، فيقولون فيما ذكر الله تعالى من ثواب الجنة ونعيمها: إن المراد بذلك وصل الحبيب، وبما ذكر الله تعالى من الوعيد الشديد في نار جهنم: إن المقصود به فراق الحبيب، إلى غير ذلك، وعلى هذا فليسوا من المسلمين؛ لتعطيلهم شرائع الإسلام وفرائضه ووعده ووعيده و ... إلخ.
  أما المذهب الزيدي فتجده صافياً من كل خرافة، بعيداً عن كل شائنة.
  والذي ينقصه أنه لم يحظ بدولة وسلطان، بل على العكس فقد ابتلي من أول يوم بحرب الدول والسلاطين التي استولت على بلاد المسلمين.
أساس الإسلام
  جاء في الحديث: «لكلِّ شيءٍ أساسٌ، وأساسُ الإسلام حبُّنا أهل البيت»(١).
  وحقاً فإن الإسلام لا تقوم أركانه إلا إذا ابتنى على هذا الأساس المكين، ومن بنى على غير هذا الأساس أنهار به بنيانه، وخر عليه السقف من فوقه.
  وتوضيح ذلك أن المرء إذا أحب شخصاً استحسن منه كل حركاته وسكناته، ومال به هواه إلى هوى محبوبه، وتضجر من كل ما يتضجر منه، ومن هنا قال سبحانه وتعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي ..}[آل عمران: ٣١]، فالإتباع تابع للمحبة، ومتفرع عليها، وملازم لها.
  وبهذا يتوضح أن المحبة أساس الإسلام، وأصل له، فإذا حصلت المحبة تبعها في الحصول العمل بشرائع الإسلام، وإذا لم تحصل المحبة لم يحصل العمل المطلوب.
  وهذا شيء متقرر في طبائع النفوس، ومركوز في فطرتها التي فطرها الله تعالى عليها، لا تبديل لخلق الله، وعلى العكس من ذلك البغض فإن المرء إذا كره شخصاً كره أعماله، ونفر عنها، و ... إلخ.
(١) تيسير المطالب (٥١٢/ رقم ٦٩٠)، ميزان الاعتدال (٤/ ٣٥) في ترجمة محمد بن مسعر.