اقتضاء حكمة الله تعالى التفضيل
  {أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كَانَ فَاسِقاً لَا يَسْتَوُونَ ١٨}[السجدة].
  {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ}[الزمر: ٩].
  وفضل الله تعالى أزواج النبي على غيرهن من النساء، فقال سبحانه: {وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحاً نُؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ ... إلى قوله تعالى: يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ ... الآية}[الأحزاب: ٣١ - ٣٢].
  وفضل تعالى مريم على نساء العالمين فقال سبحانه: {وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ ٤٢}[آل عمران].
  وفضل النبي ÷ ابنته فاطمة على نساء العالمين، صحت بذلك الرواية.
  وجعل النبي ÷ الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة(١)، وقال ÷ فيهما: «هما ريحانتاي من الدنيا» كما رواه البخاري(٢).
  وفضل الله تعالى أهل بيت نبيه واختصهم برحمته، فقال سبحانه وتعالى: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ٣٣}.
  وأوجب تعالى مودتهم فقال سبحانه وتعالى: {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى}[الشورى: ٢٣].
  وفي القرآن الكثير، وفي السنة أيضاً، من أمثال ما ذكرنا من الأدلة التي جاءت في الإسلام لتقرر شريعة التفضيل.
  وينقسم الفضل إلى قسمين، اكتسابي، وغير اكتسابي:
  ١) الفضل الاكتسابي: هو الفضل الذي يستحقه المكلف على عمل قام به كالجهاد والسبق إلى الإسلام، والمبادرة إلى الأعمال الصالحة، وترك الأعمال السيئة، قال تعالى: {فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً ٩٥
(١) رواه الحاكم في المستدرك على الصحيحين (٣/ ١٨٢/ رقم ٤٧٧٨) وقال: هذا حديث قد صح من أوجه كثيرة، وأنا أتعجب أنهما لم يخرجاه [أي البخاري ومسلم].
(٢) البخاري برقم (٣٧٥٣)، ورقم (٥٩٩٤).