قصد السبيل إلى معرفة الجليل،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

منكرو التفضيل والرد عليهم

صفحة 215 - الجزء 1

  دَرَجَاتٍ مِنْهُ وَمَغْفِرَةً ..}⁣[النساء: ٩٥ - ٩٦] {السَّابِقُونَ السَّابِقُونَ ١٠ أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ ١١}⁣[الواقعة] {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ١١}⁣[المجادلة] وإلى آخره.

  ٢) الفضل غير الاكتسابي: وهو الفضل الذي يستحقه صاحبه بغير عمل، بل بمجرد تفضيل الله تعالى، وذلك كفضل الملائكة على البشر، وفضل الرجال على النساء، وكفضل بعض الناس على بعض بزيادة العقل، والذكاء والفهم، وبلاغة المنطق، وجمال الصورة، والشجاعة والسخاء، ونحو ذلك.

  وفضل أهل البيت $ أساساً هو من النوع الثاني الذي هو غير اكتسابي، بل إنما حصل لهم بمجرد تفضيل الله، ويتمثل ذلك الفضل في:

  ١ - الاتصال برسول الله ÷، فنسبهم متصل بنسب رسول الله ÷، فهم أقرب الناس إليه، وأشدهم اتصالاً به، وأحبهم إليه.

  ٢ - اختصاصهم بذهاب الرجس عنهم وطهارتهم، تماماً كما قال سبحانه وتعالى: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ٣٣}⁣[الأحزاب].

  ٣ - اختصهم الله تعالى بزيادة الاستعداد الفطري لاكتساب العلوم، وبزيادة الحفظ والفهم، وقد صح عن النبي ÷: «اللهم أجعل العلم في عقبي وعقب عقبي، وزرعي وزرع زرعي» وقال عنهم النبي ÷: «.. رزقوا فهمي وعلمي ..».

  ٤ - اختصهم الله تعالى بوجوب الصلاة عليهم مع النبي ÷ في تشهد الصلوات، فلا تتم صلاة المصلي إلا بأن يقول في تشهده: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ... إلخ.

  ٥ - اختصهم الله تعالى بوجوب مودتهم على جميع المسلمين، وجعل ذلك أجراً للنبي ÷ على تبليغ الرسالة، فقال سبحانه وتعالى: {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى}⁣[الشورى: ٢٣].