الله يعطي المستجيب أكثر مما يأخذ منه
الله يعطي المستجيب أكثر مما يأخذ منه
  إذا عرفت ذلك فأعلم أن الله تعالى يعطي المستجيب لأمره أكثر مما يأخذ منه، ولنضرب لذلك مثالاً: قد أمر الله تعالى بالصلاة على آل رسول الله ÷ مع الصلاة على النبي ÷ ففي الحديث الصحيح: «.. قولوا اللهم صَلِّ على محمد وعلى آل محمد ..» فإذا استجاب العبد لأمر الله تعالى أعطاه الله تعالى أضعاف ذلك، ففي الحديث الصحيح: «من صلى عليَّ صلاة واحدة صلى الله عليه بها عشر صلوات، وأثبت له بها عشر حسنات، ومحا عنه عشر سيئات، وأستبق ملكاه الموكلان به أيهما يبلِّغ روحي منه السلام» أو كما قال.
  فانظر إلى عظيم الجزاء وشرف العطاء الإلهي، يصلي رب العالمين على عبده الذي استجاب لأمره عشر صلوات، ويمحو عنه عشر سيئات، ويثبت له عشر حسنات ... إلخ.
  وهكذا كل ما أمر الله تعالى به، فإنه يعطي المستجيب له الممتثل لأمره مثل هذا العطاء، ويضاعف له تلك المضاعفة، وقد قال سبحانه وتعالى: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا}[القصص: ٨٤]، وفي آية أخرى: {فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا}[الأنعام: ١٦٠].
  وقد يعطي الله تعالى على بعض الأعمال أكثر من ذلك، كما قال سبحانه في النفقة في سبيله: {مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ٢٦١}[البقرة].
  وجعل سبحانه لبعض الأزمنة وبعض الأمكنة فضلاً بسببه الحسنة بألف حسنة، والنفقة في الحج بألف، وليلة القدر بألف شهر، والحسنة في سائر شهر رمضان بأضعاف مضاعفة في غير رمضان، و ... إلخ.
  من أركان محبة أهل البيت كراهة أعدائهم، ومعاداة أعدائهم، وقد قال تعالى: