منكرو التفضيل والرد عليهم
  ٦ - جعلهم الله تعالى من دون الناس آية للحق والهدى عند اختلاف الناس إلى يوم القيامة، فقال ÷، كما في الحديث المعلوم: «إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أبداً كتاب الله وعترتي أهل بيتي، إن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض».
  وقال ÷: «أهل بيتي كسفينة نوح من ركبها نجا، ومن تخلف عنها غرق وهوى».
  ٧ - اختصهم الله تعالى بخلافة النبوة، فجعلهم للناس أئمة من دون الناس جميعاً، وقد تقدم في التدليل على ذلك ما يغني عن إعادته، وقد جاء أيضاً عن النبي ÷: «لا تقدموهم فتهلكوا ... الحديث» «حربكم حربي وسلمكم سلمي».
  ٨ - اختصهم الله تعالى بأن الحق لا يخرج عنهم إلى يوم القيامة وأنهم يحوطونه ويدافعون عنه، ويعلنونه ويبينونه، ففي الحديث المشهور: «إن عند كل بدعة يكاد بها الإسلام ولياً من أهل بيتي يعلن الحق ويوضحه ... الحديث».
  ٩ - اختصهم الله تعالى بتحريم الزكاة عليهم كما حرمها على الرسول ÷، ولا خلاف في هذا.
  ولهم فضائل كثيرة اختصهم الله تعالى بها لا يسعنا ذكرها، وغرضنا هنا إنما هو ذكر نماذج يتبين بها اختصاصهم بالتفضيل على سائر الناس.
  ولهم فضائل اكتسابية، لم يسبقهم فيها سابق، ولا يلحقهم لاحق، ومن قرأ تأريخهم من لدن أمير المؤمنين $ إلى يوم الناس هذا في الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وجهاد الظالمين، وما لحقهم في ذلك من الخوف والفقر والتشرد و ... إلخ، وفي العبادة والزهد الورع، وطلب العلم ونشره، والتودد إلى الناس، والرفق والشفقة، والنصيحة العامة والخاصة - علم صحة ما ذكرنا {ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ٢١}[الحديد].