الصحبة والصحابة
الصحبة والصحابة
  الإيمان بالنبي ÷ وصحبته فضيلة عظيمة، إلا أن أهل السنة والجماعة تجاوزوا الحدود، وغلوا في فضل الصحبة والصحابة، فجعلوا الصحبة حصانة لا يضر معها ذنب، وقالوا: من رأى النبي ÷ ولو مرة واحدة فهو صحابي، وكل من حاز هذه الفضيلة فهو عدل، فعمموا العدالة لكل من رأى النبي ÷، وسموه صحابياً، وحرموا ذكر معائب الصحابة، وكل ذلك دعاوي باطلة فرضتها سلطات بني أمية.
  وفي الواقع أن الله تعالى نص في كتابه على خلاف ذلك، فقال سبحانه مخاطباً لصحابة الرسول ÷: {مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ}[آل عمران: ١٥٢] وكم تحدث القرآن عن المنافقين الذي أظهروا الإسلام نفاقاً، من ذلك قوله تعالى: {وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لَا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ}[التوبة: ١٠١] وقوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ ٨ ... إلى آخر الآيات}[البقرة].
  وغير ذلك كثير، وإن شئت المزيد من ذلك فعليك بالسور التي نزلت في المدينة فتتبعها.
  ومن البعيد أن يكون موت النبي ÷ سبباً في صلاح كل المنافقين.
  والحق أن صحابة النبي ÷ كغيرهم، لهم ما لهم، وعليهم ما عليهم، فيهم المؤمن، وفيهم المنافق، وفيهم التقي، وفيهم الشقي، وفيهم ... ، وفيهم ... إلخ.
منازعة فاطمة لأبي بكر
  روى البخاري عن عائشة: أن فاطمة & أرسلت إلى أبي بكر تسأله ميراثها من رسول الله ÷ مما أفاء الله عليه بالمدينة وفدك وما بقي من خمس خيبر، فأبى أبو بكر أن يدفع إلى فاطمة منه شيئاً، فوجدت فاطمة على أبي بكر، وهجرته، ولم تكلمه حتى توفيت، وقد عاشت بعد النبي ÷ ستة أشهر، فلما ماتت دفنها علي # ليلاً، ولم يُؤْذِن بها أبا بكر، انتهى.