المطرفية
  قلت: ويمكن أن يحكم عليهم في الدنيا وإن كانوا كفاراً بحكم المنافقين، هذا إن تستروا على مذاهبهم ولم يدعوا إليها إلا في السر؛ فإن أظهروها ودعوا إليها جهراً فيحكم عليهم بأحكام الخوارج، وأحكام معاوية وأصحابه، وقد كان أمير المؤمنين # - وإن كانوا عنده كفاراً - لا يعاملهم معاملة المشركين.
المطرفية
  قد كفَّر المطرفيةَ الكثيرُ من أهل البيت $، منهم الإمام أحمد بن سليمان، والإمام المنصور بالله عبد الله بن حمزة @، وكذلك غيرهم من الشيعة رضوان الله عليهم؛ وذلك لقولهم: إن الله تعالى ما قصد ولا أراد خلق الفروع، وإنما قصد تعالى وأراد خلق الأصول التي هي: الهواء، والماء، والأرض، والنار، وأن الفروع إنما حدثت بالإحالة، وكذلك أنكروا أن يكون الله سبحانه وتعالى أمات من لم يبلغ عمره مائة وعشرين سنة.
في التفسيق
  الفسق ينقسم إلى: فسق تصريح، وفسق تأويل.
  فالتصريح: ما علم من الدين ضرورة أنه فسق: كالزنا، وشرب الخمر، والفرار من الزحف، و ... إلخ.
  والتأويل: ما لم يعلم بضرورة أنه فسق، وإنما علم بالدليل: كالبغي على الإمام الحق مع إظهار الباغي أنه محق لشبهة تعينه على ذلك.
  وكمن يخالف كل الأمة أو كل العترة في شيء من شرائع الدين عمداً؛ لقوله تعالى: {... وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً ١١٥}[النساء].
  وقد قال أكثر المجبرة وأهل الحديث: إنَّ مسألة الإمامة اجتهادية، فالمخطئ فيها معذور كسائر الاجتهاديات، ومن هنا حكموا في حرب الصحابة بأن القاتل والمقتول في الجنة.