تعذيب أطفال المشركين
  ولا بد من حصول ما ذكرنا وإلاّ لم تكن لا إله إلا الله نافعة ولا مقبولة، ومن هنا رد الله تعالى شهادة المنافقين بألسنتهم كما سمعت في الآية السابقة وقال عنهم: {يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ}[الفتح: ١١].
  فإن قلت: لم خصت كلمة لا إله إلا الله بهذا دون سائر الأذكار.
  قلت: لما فيها من الدلالة يوم جاء الله تعالى بالإسلام على ترك الشرك، والدخول في دين الإسلام والتوحيد، فكان الرجل إذا قالها دل قوله لها على رجوعه عن دين المشركين ودخوله في دين المسلمين دلالة صريحة وواضحة، وقد كان المسلمون إذا رأوا من الرجل الداخل في الإسلام بشهادة أن لا إله إلا الله إذا رأوا منه الاستقامة عرفوا أنه صادق في دخوله الإسلام، وإن رأوا منه التفريط في شيء من طاعة الله ورسوله اتهموه بالنفاق، ومن هنا قال الله تعالى في الأعراب: {قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ١٤ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ ١٥}[الحجرات] وقال سبحانه: {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ١}[الأنفال].
تعذيب أطفال المشركين
  قالت المجبرة: إن الله سبحانه وتعالى سيعذب أطفال المشركين يوم القيامة في نار جهنم بذنوب آبائهم.
  ولهم على ذلك شبه ذكرها ابن كثير في تفسيره، منها قوله ÷ لخديجة: «لو شئت لأسمعتك ضغاءهم في النار».
  والجواب والله الموفق والمعين: أن الله تعالى قال: {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً ١٥}[الإسراء].