قصد السبيل إلى معرفة الجليل،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

الحوض

صفحة 293 - الجزء 1

  هذا، ومن المتكلمين من يقول: إن الجنة قد خلقت.

  قال الإمام القاسم بن إبراهيم وقد سئل عن آدم حيث أسكنه الله الجنة ما كانت الجنة مخلوقة أو لا؟ فقال #: الجنة مخلوقة في غير سماء ولا أرض، وقد أسكن الله آدم وزوجته الجنة وأخرجهما منها بعصيانهما. انتهى.

  ويشهد لما قاله الإمام القاسم قوله تعالى: {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى ١٣ عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى ١٤ عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى ١٥}⁣[النجم].

  ويمكن الجواب عليهم بأن تلك الجنة جنَّةٌ تأوي إليها أرواح الأنبياء À والشهداء والمؤمنين في بقية أيام الدنيا، لا جنة الخلد التي وعد المتقون، وإنما قلنا ذلك من أجل الجمع بين الأدلة المثبتة والنافية.

  وقال المرتضى بن الهادي وغيره: لا قطع بأنها قد خلقت، ولا بأنها لم تخلق.

  قال الإمام القاسم بن محمد #: قلت وهو الحق .... إلخ.

الحوض

  جاءت أخبار كثيرة تتحدث عن حوض النبي ÷، من ذلك: «حوضي ما بين مكة إلى إيله، له ميزابان من الجنة ... إلى قوله: شرابه أشدّ بياضاً من اللبن، وأحلى من العسل، وأطيب ريحاً من المسك .... الحديث».

  ومن ذلك «حوضي كما بين المدينة وصنعاء»، ومن ذلك حديث الرايات الثلاث وفي آخره: «ثم أسقيهم من حوضي فيصدرون رواءً».

الكوثر

  الكوثر: اسم للخير الكثير، وإنما قيل كوثراً من الكثرة، كما قيل غفران من المغفرة، وعلى هذا فقوله تعالى: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} تفسيره إنا أعطيناك الخير الكثير من الذكر الحسن، والشرف العظيم، والذرية المباركة، وإلى آخر خير الدنيا، وأعطيناك الخير الكثير في الآخرة من الوسيلة، والمقام المحمود، والرفعة العظيمة على جميع الأنبياء والمرسلين و ... إلخ.

  كما يطلق الكوثر على نهر في الجنة، خص الله تعالى به نبينا محمداً ÷، ذكر ذلك الإمام الحسين بن القاسم العياني #.