قصد السبيل إلى معرفة الجليل،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

الزوجة

صفحة 294 - الجزء 1

الزوجة

  الزوجة المؤمنة تكون في الآخرة لزوجها المؤمن؛ لما روي عن النبي ÷ أنه سأله رجل عن زوجة المؤمن هل تكون له زوجة في الجنة إذا كانت مؤمنة؟ فقال ÷: «نعم، يجمع الله بين أهل البيت إذا كانوا مؤمنين في دار ثواب المتقين»، ذكره الهادي #.

  وروي عن النبي ÷ أنه قال: «المرأة لآخر أزواجها».

  وقال الإمام القاسم بن علي العياني في جواب سؤال حول ذلك: اعلم أن الله تبارك وتعالى لم يفصل لنا ذلك، إنما وعد الله المتقين الجنة، ووعده الحق، إلا أني أقول: إن الخيار في ذلك إلى الرجال والنساء بعد كونهم في دار الخلد، فمن اختار منهم شيئاً أوصله الله إليه، وتفضل به عليه، كما وعده؛ إذ يقول ø: {وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ ...}⁣[الزخرف: ٧١] ... إلخ.

جنة آدم

  قال الإمام الهادي #: وجنة آدم # التي أخرجه الله منها كانت في الأرض، لقوله تعالى: {إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً}⁣[البقرة: ٣٠] ولا دليل على إطلاعه إلى السماء.

  وقيل: بل كانت في السماء، لقوله تعالى: {وَقُلْنَا اهْبِطُوا}⁣[البقرة: ٣٦] بعد أكلهما من الشجرة.

  قلنا: لا دليل في ذلك لأنه كقوله تعالى لبني إسرائيل: {اهْبِطُوا مِصْراً فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ}⁣[البقرة: ٦١] ويقال: هبطنا اليمن، وهبطنا الحجاز.

الإيمان بالقدر

  المجبرة على اختلاف مذاهبهم مطبقون على أن الله تعالى وحده هو الذي تولى خلق أفعال العباد الطاعات منها والمعاصي، فما من حركة ولا سكون، ولا طاعة ولا عصيان، ولا ظلم ولا طغيان، ولا فساد ولا عدوان، إلا والله تعالى هو الذي