خطورة الكبر والتحذير منه
خطورة الكبر والتحذير منه
  وقد كان الرسول ÷ عارفاً بخطورة الكبر، وما له من الدور في التهاون بطاعة الله ورسوله؛ فقال ÷ محذراً من ذلك الخلق الذميم: «لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من كبر».
  ومن هنا نعرف أن الكبر هو الداء الخبيث الذي يدعو صاحبه إلى الترفع عن الاستجابة لأوامر الله ورفضها، قال الله تعالى: {وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً}[النمل: ١٤] أي: ظلماً وتكبراً.
  وقال سبحانه: {إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ ... الآية}[غافر: ٥٦]، وقال تعالى: {سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً ... الآية}[الأعراف: ١٤٦]، وقال سبحانه: {أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً لِلْمُتَكَبِّرِينَ ٦٠}[الزمر].
  فكل من يدخل النار فهو متكبر؛ لأنه لم يتواضع لله، بل تعظم على الله وتكبر، حتى آثر هوى نفسه على أوامر ربه، فصار بذلك من المتكبرين على الله، وإن كان عند الناس من المتواضعين، بل ولو كان يمشي على وجهه في الأرض من شدة التواضع، وذلك لأن أول التواضع هو التواضع لله، والامتثال لأمره، والسمع والطاعة والانقياد له تعالى ... إلخ.
  والمذاهب الكبيرة اليوم والمنتشرة في بلاد الإسلام مذهبان، وهذا بالنسبة للعقائد، والمذهبان هما: مذهب أهل السنة والجماعة ومذهب الشيعة.
  وأهل السنة والجماعة منقسمون في أنفسهم إلى مذاهب وكذلك الشيعة، فتستدل كل فرقة من أهل السنة والجماعة أنها الفرقة الناجية بأدلة على صحة ما تقول، وعلى تضليل ما سواها.