قصد السبيل إلى معرفة الجليل،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سنة الاصطفاء الإلهية

صفحة 309 - الجزء 1

  الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى}⁣[الشورى: ٢٣] في الخمسة الذين هم: علي وفاطمة وابناهما.

  قال في الغدير: أخرج الترمذي وأحمد والحاكم والنسائي وابن أبي شيبة والطبري وكثيرون آخرون من الحفاظ بطرق صحيحة قوله ÷: إن علياً مني وأنا منه وهو ولي كل مؤمن بعدي.

  وأخرج أبو نعيم في الحلية وآخرون بإسناد صحيح: «من سره أن يحيا حياتي، ويموت مماتي، ويسكن جنة عدن، غرسها ربي، فليوالِ علياً من بعدي، وليقتد بالأئمة من بعدي، فإنهم عترتي، خلقوا من طينتي ... إلخ».

  وروى البخاري في الصحيح: «علي مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي».

  وروى مسلم في الصحيح⁣(⁣١): «حب علي إيمان وبغضه نفاق».

  وفي كتب الحديث: «الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، وأبوهما خير منهما».

  ولا يتسع كتابنا هذا لإيراد ما في الصحيحين فضلاً عما في غيرهما مما جاء عن النبي ÷ في أهل بيته، والقليل يكفي، والغرض الإشارة، أما المتعنت الذي لا يهمه الحق فلا يتوقع منه إلا الجحود والمعاندة، ولو جاءته كل آية.

سنة الاصطفاء الإلهية

  وبعد، فإن سنة الله تعالى قد مضت، وحكمته قد قضت بالاصطفاء لأولاد النبيين، قال تعالى في ذلك: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ ... الآية}⁣[الحديد: ٢٦].

  وقال سبحانه: {إنَّ الله اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ ٣٣ ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ٣٤}⁣[آل عمران].

  وقال سبحانه في أولاد النبي إسرائيل # وهو يعقوب: {وَلَقَدِ اخْتَرْنَاهُمْ عَلَى عِلْمٍ عَلَى الْعَالَمِينَ ٣٢}⁣[الدخان: ٣٢] {يَا بَنِي إِسْرائيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ ٤٧}⁣[البقرة: ٤٧].


(١) صحيح مسلم (١/ ٨٦) رقم (٧٨) بلفظ: قال علي: والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إنه لعهد النبي الأمي [÷] إلي: «أن لا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق».