افتراق الشيعة إلى زيدية وإمامية
  ونبينا محمد ÷ أفضل الأنبياء، فيجب على طرد الحكمة، وعلى ما قضت به سنة الله أن يكون آله ÷ هم خير آل، وأفضل من سائر الذراري المصطفاة، وعترته خير العتر.
  ولقد أتم الله تعالى على نبينا ÷ النعمة، وأسبغ عليه الفضل، فجعله خير الأنبياء، وجعل كتابه أفضل الكتب، وجعل أمته خير الأمم، وجعل ذريته خير الذراري بما اختصهم به من الفضائل والاصطفاء والتطهير و ... إلخ.
افتراق الشيعة إلى زيدية وإمامية
  إذا عرفت ذلك فاعلم أن جميع فرق الشيعة تدعي أنها تتبع أهل البيت $، وتسير في طريقهم، وتسلك مناهجهم، وأكبر طوائف الشيعة اليوم هم الجعفرية، وهم الذين يقولون بإمامة اثني عشر إماماً مسميين بأسمائهم، آخرهم المهدي المنتظر محمد بن الحسن العسكري، المولود في القرن الثالث، كما تدعيه الإمامية، والذي اختفى بعد ولادته، وما زال مختفياً إلى اليوم.
  ونحن معاشر الزيدية نخالف الإمامية فيما تدعيه.
  هذا، واعلم أنا لا نقبل من الأدلة في هذا الباب إلا ما يفيد العلم واليقين، إما آية محكمة، أو سنة مجمعاً عليها، لذلك فإنا قد وقفنا حيث أوْقَفتنا الأدلة، فلن نتقدم ولم نتأخر، والأدلة التي وقفنا عندها هي ما أجمعنا عليه نحن والإمامية وأهل السنة والجماعة، وذلك حديث الثقلين والكساء، وآية التطهير والمودة، وإلى آخر ما قدمنا.
  ثم إن الإمامية ادعت دعاوى واستدلت بما لا نعرفه نحن ولا غيرنا من أهل السنة والجماعة، فلم يسعنا قبولها، ولم نستجز العمل بها، ولا التعويل عليها.
  وذلك لأن ما نحن فيه من أصول الشريعة التي لا بد في ثبوتها من العلم واليقين، كالصلاة والزكاة والحج و ... إلخ، ولا تقبل فيها الدعاوي المجردة عن البراهين القطعية والحجج الواضحة، فلا تقبل أحاديث الإمامية التي اختصوا بروايتها لإثبات أصل عظيم من أصول الشريعة، في حين أن غيرهم من طوائف الإسلام لا يعرف تلك الروايات، ولا يرى لها أي أثر في أحاديث الطوائف؛ لذلك فإن الزيدية لا تقيم وزناً لما تذهب إليه الإمامية، ولا تلتفت إليه.