قصد السبيل إلى معرفة الجليل،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

تفصيل لما في الآيات من الأدلة على نفي الرؤية

صفحة 53 - الجزء 1

  فكان الحقيق بموسى أن يتعامل معهم كما تعامل أولاً حين سألوه أن يجعل لهم آلهة، من غير أن يستجيب لهم إلى ما أرادوا من السؤال والطلب لرؤية الله، فكانت الاستجابة لهم معصية لما فيها من إيهام جواز الرؤية.

تفصيل لما في الآيات من الأدلة على نفي الرؤية

  هذا، ومن المناسب بعد ذكر ما ذكرنا من الآيات في سؤال موسى الرؤية ذكر شيء من التفصيل عما دلت عليه الآيات من الأدلة على نفي الرؤية عن الله تعالى فنقول:

  ١ - {لَنْ تَرَانِي} يفيد نفي الرؤية على جهة العموم والشمول لجميع الأوقات.

  ٢ - {فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ} دليل على أن مسألة الرؤية ذنب عظيم يساوي الشرك والكفر، بدليل أن الله تعالى لم ينزل هذا العذاب الذي هو عذاب الصواعق إلا على المكذبين بالرسل المتعنتين في كفرهم كقوم هود وصالح وشعيب $.

  ٣ - قوله: {بِظُلْمِهِمْ} دليل على أن مسألة الرؤية ذنب وعصيان عظيم.

  ٤ - {أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا}⁣[الأعراف: ١٥٥]، دليل على أن سؤال الرؤية من أفعال السفهاء، ولا سفه في طلب الممكنات، إنما السفه في طلب المستحيلات، ألا ترى إلى إبراهيم # كيف طلب ربه أن يريه كيف يحيي الموتى ... إلخ، فلم يكن ذلك سفهاً.

  ٥ - قوله تعالى: {فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ ..}⁣[الأعراف: ١٤٣] تسبيح موسى # لربه لما وقع عند الإفاقة من الصعقة دل على أن الله تعالى منزه عن الرؤية ومقدس عنها.

  ٦ - وقوله: {... تُبْتُ إِلَيْكَ ...} يؤخذ من ذلك أن السؤال ذنب ومعصية تاب موسى # منه.