الصفة
  وهكذا تفعل المذاهب الباطلة بأهلها، وتتجاوز بهم إلى الخروج عن حدود المعقول، ويكفي الناظر في معرفة بطلان مثل هذه المذاهب حكايتها لما تتضمنه من مخالفة الضرورة، وكيف يشتبه على عاقل اسم زيد المؤلف من ثلاثة حروف ومعناه المؤلف من لحم ودم وروح، و ... إلخ.
الصفة
  تطلق الصفة على خمسة معان، بعضها لغوي، وبعضها نحوي، وبعضها كلامي:
  ١ - الاسم الذي يتضمن المدح والتعظيم لمن يتعلق به كأسماء الله تعالى.
  ٢ - تطلق الصفة ويراد بها جملة الكلام الذي يتضمن معنى في الموصوف، فقولنا (زيد كريم) يسمى وصفاً وصفة، وكذلك (زيد شجاع) وما أشبه ذلك.
  وإطلاق هذين المعنيين هو باعتبار اللغة.
  ٣ - ثبوت الذات على شيء نحو: ثبوت الحيوان على حياته، فإنه صفة للحيوان.
  ٤ - ما هو عبارة عن شيء هو الذات نحو: قدرة الله تعالى وعلمه و ... إلخ، فإنها هي ذاته جل وعلا.
  وهذان المعنيان كلاميان.
  ٥ - ما وضع من الأسماء لذات باعتبار معنى كاسم الفاعل واسم المفعول والصفة المشبهة، وهذا المعنى نحوي.
  وعن الإمام المهدي # أن الصفة ليست إلا بمعنى الوصف، كما في المعنى الثاني من الخمسة المذكورة.
  ويلزم على هذا القول أن تكون صفات الله تعالى عبارة عن قول الواصف لا غير، بمعنى أنه تعالى ليس له صفة إلا مجرد قول الواصف، وهذا واضح البطلان.
  كما يلزم أن لا يفهم السامع من قول القائل: إن الله تعالى عالم وقادر إلا مجرد القول من غير أن يفهم لذلك معنى آخر.