قصد السبيل إلى معرفة الجليل،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

الاسم والصفة

صفحة 61 - الجزء 1

الاسم والصفة

  يذكر المتكلمون الاسم والصفة بين مسائل الكلام لما لهما من العلاقة به، وذلك في أسماء الله تعالى وصفاته.

الاسم

  يطلق الاسم في اللغة على معنى، وفي عرف أهل النحو على معنى آخر، فأما في اللغة فإنهم يطلقونه على الكلمة التي تدل على معنى، فزيد اسم، وَضَرَبَ اسم و ... إلخ.

  وأما في اصطلاح النحويين فيطلقون الاسم على الكلمة الدالة على معنى في نفسها غير مقترنة بزمن، فزيد اسم وكذلك رجل و ... إلخ.

  فزيد ورجل وأمثالهما اسمان في الاستعمالين جميعاً اللغوي والاصطلاحي، يدل كل واحد منهما على معنى، وهذا المعنى هو المدلول، والاسم هو الدال عليه، ومن هنا يعرف بطلان قول من يقول: إن الاسم هو المسمى، فجعلوا الدال والمدلول شيئاً واحداً، وأهل هذه المقالة هم الكرّامية من المجبرة، وبعض متأخري الحنفية، روي ذلك عنهم في الأساس، ولو كان الأمر كما يقولون لكان الحال كما قال الشاعر:

  لو كان من قال ناراً أحرقت فمه ... لما تفوه باسم النار مخلوق

  وكان من نطق بالعسل يجد حلاوته، ومن نطق بالصبر يجد مرارته و ... إلخ.

  وقد قيل في الداعي الذي دعاهم إلى القول بذلك: إنه ذهابهم إلى أن أسماء الله تعالى قديمة، فلزمهم لذلك تعدد القدماء مع الله تعالى، فهربوا إلى اختراع هذا القول.

  ويمكن أن الداعي لهم هو اشتباه الاسم والمسمى، وذلك أنهم فسروا المسمى بأنه المعنى المرتسم في الذهن، وفسروا الاسم بأنه الكلام النفسي، فاشتبه عليهم المعنيان.