قصد السبيل إلى معرفة الجليل،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

اسم الفاعل

صفحة 72 - الجزء 1

اسم الفاعل

  يطلق اسم الفاعل كقائم وضارب على من صدر منه القيام والضرب في الماضي، وعلى من يصدر منه في حال التكلم، وعلى من سيحصل في المستقبل منه.

  وقد وقع الاتفاق على أنه يطلق على من يصدر منه في الحال حقيقة، ووقع الخلاف في إطلاقه على الماضي والمستقبل، هل هو حقيقة أم مجاز؟ والذي يظهر أن اسم الفاعل يطلق حقيقة في الماضي والحال دون المستقبل، فيقال: فلان ضارب وقاتل لمن وقع منه الضرب والقتل في الماضي، أو لمن يحصل منه ذلك في الحال دون من سيحصل منه في المستقبل، ودليل ذلك هو الفهم لذينك عند إطلاق الصفة، دون المستقبل فلا يتبادر إلى الفهم أصلاً إلا إذا اقترن الوصف بقرينة.

  إذا عرفت ذلك فيصح أن نقول: إن الله تعالى خالق ما سيكون، ويكون ذلك مجازاً، ولا يفتقر إلى إذن سمعي، لوقوع الاتفاق كما رواه النجري: من أنه يجوز وصف الله تعالى بما سيفعله قطعاً من غير إذن سمعي وإن كان مجازاً، نحو: مثيب الأنبياء، ومعذب الأشقياء.

ما يختص الله تعالى به من الأسماء

  ويختص الله تعالى من الأسماء بالجلالة، فلا تطلق إلا عليه سبحانه، ويختص برحمن، فلا يطلق إلا عليه تعالى، سواء أضيف أم لا، وبرحيم إذا كان غير مضاف، فإن أضيف جاز إطلاقه على غيره كفلان رحيم القلب، ورحيم بعشيرته، وزيد رحيم، فإنه في حكم المقيد؛ وذلك لأن الإخبار به عن زيد تقييد له، فقد خرج بذلك عن إفادة عموم الرحمة الشاملة لكل شيء.

  وربّ مثل رحيم فيما ذكرناه سواء.

  ودليل ما ذكرنا في الرحيم والرب هو أنهما إذا أطلقا لا يحملهما السامع على غير الله تعالى.

  ويختص الله تعالى بذي الجلال، وذي الكبرياء، وبديع السموات والأرض، وقدوس، ومهيمن، وعالم الغيب، ومحيي الموتى، ونحو ذلك مما يشتمل على غاية التعظيم الذي لا يستحقه غيره سبحانه.