شبهة وجوابها
  وليس في كل ذلك الذي ذكروا ما يتنافى مع عظمة الله وتنزيهه ووحدانيته فقد قال تعالى: {وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ ٢٠٥}[البقرة] ولا شك أن الفساد في الدنيا كثير، وقال تعالى: {وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلاً عَظِيماً ٢٧}[النساء]، وقال تعالى: {وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ}[الزمر: ٧]. ولا شك أن الدنيا مشحونة بالكفر والكافرين.
شبهة وجوابها
  ومن شبه المجبرة التي يستدلون بها على مذهب الجبر قوله تعالى: {وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ ٩٦}[الصافات] أي خلقكم وعملكم، هكذا قالوا.
  قلنا في الرد عليهم: قد جاءت هذه الآية تستنكر على المشركين عبادة الأصنام، فقال تعالى: {أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ ٩٥ وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ ٩٦}[الصافات: ] فاستنكر الله تعالى عليهم عبادة الحجارة التي ينحتونها بأيديهم ويصورونها أصناماًَ، مع أنه جل وعلا هو الذي خلقهم، وخلق الأصنام المنحوتة من الحجار، و {مَا} هي الموصولة وليست مصدرية.
أفعال العبد: الأفعال المتولدة
  تنقسم أفعال العبد إلى قسمين: أحدهما الأفعال الحاصلة بالمباشرة، وثانيهما الحاصلة بالتولد.
  الأفعال المتولدة: هي التي تحصل بواسطة الآلة أو نحوها، فما تولد من فعل العبد فإنه ينسب إليه، وتلحقه أحكامه، وقد روي عن بعض من المعتزلة أقوال في المتولد، منها: أن المتولد فعل الله، وهذا مروي عن النظّام(١) وصالح قبّة(٢).
  ومنها: أنه حدث لا محدِث له، وهذا مروي عن ثمامة(٣).
(١) إبراهيم بن سيار بن هانئ البصري، أبو إسحاق النظام: من أئمة المعتزلة، وانفرد بآراء خاصة تابعته فيها فرقة من المعتزلة سميت (النظامية) نسبة إليه. (الأعلام للزركلي باختصار).
(٢) قيل: هو صالح بن عبدالله، وقيل: هو صالح بن صبيح بن عمر، معتزلي من الطبقة السابعة، كان تلميذاً للنظام. (هامش عدة الأكياس ج ١).
(٣) هو ثمامة بن أشرس النميري أبو معن، من كبار المعتزلة، وأحد الفصحاء البلغاء المقدمين، كان له اتصال بالرشيد ثم بالمأمون، من تلاميذه الجاحظ. (الأعلام للزركلي باختصار).