الطبع والختم
  الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَداً ١٢}[الكهف] أي ليظهر في الوجود ظهوراً بالفعل ما كان يعلمه الله تعالى من جواب السؤال المذكور في الآية.
الطبع والختم
  الطبع والختم المذكوران في القرآن في لغة العرب يتردد معناهما بين:
  ١ - العلامة، يقال: طبع على الشيء وختم عليه إذا جعل عليه علامة.
  ٢ - والتغطية، يقال: طبع الإناء وختمه إذا غطاه.
  إذا عرفت ذلك فلا يجوز أن يقال إن معنى {خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ}[البقرة: ٧] ونحو ذلك هو غطى عليها ومنعها من وصول الإيمان إليها؛ لأن ذلك يكون منافياً للتكليف، فلا يصح تكليف المختوم على قلبه، لأنه حينئذ من تكليف ما لا يطاق، وقد قال تعالى: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا}[البقرة: ٢٨٦] {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا}[الطلاق: ٧]، {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ}[التغابن: ١٦].
  وليس في وسع المختوم على قلبه أن يؤمن، ولا يستطيع التقوى، والتكليف بذلك في هذه الحال قبيح، والله متعال عن فعل القبيح.
  وقد خالفت المجبرة، فقالت: إن الله غطى على قلوب الكفار، ومنعها من وصول الإيمان إليها.
  ونقول في الجواب زيادة على ما تقدم: إن الله تعالى أمر الكفار ونهاهم، ولو كانت قلوبهم كما تقول المجبرة لم يأمرهم ولم ينههم، وذلك أن خطاب من لا يعقل نقيصة يجب تنزيهه عنها.
  وقال بعض العدلية: إن الطبع والختم من الله تعالى هو أن يجعل تعالى في قلوب الكفار والفساق نكتة سوداء ليتميزوا بها للملائكة.
  وهذا عكس المؤمن فإن الله تعالى يجعل في قلبه نكتة بيضاء.
  قال أمير المؤمنين #: (الإيمان يبدو لمظة كلما ازداد الإيمان ازدادت اللمظة).