قصد السبيل إلى معرفة الجليل،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

معاني القدر

صفحة 118 - الجزء 1

معاني القدر

  للقدر عدة معان منها:

  ١ - الإتقان والإحكام كما في قوله تعالى: {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ}⁣[القمر: ٤٩]. وقوله تعالى: {وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً ٢}⁣[الفرقان].

  ٢ - التعظيم كما في قوله تعالى: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِه}⁣[الأنعام: ٩١] أي: ما عظموه حق تعظيمه، قال في الصحاح: والقدَر والقدْر بمعنى واحد.

  ٣ - بمعنى العلم كما في قوله تعالى: {وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ}⁣[الشورى: ٢٧] أي: بعلم، ويجوز أن يكون المعنى بتقدير منه تعالى.

  ٤ - وبمعنى المقدار، كما في قوله تعالى: {فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا}⁣[الرعد: ١٧] أي: بمقدارها.

  ٥ - وبمعنى الإعلام كما قال العجاج:

  واعلم بأنَّ ذا الجلال قد قدر ... في الصحف الأولى التي كان سطر

  ٦ - وبمعنى الأجل كما قال تعالى: {فَجَعَلْنَاهُ فِي قَرَارٍ مَكِينٍ ٢١ إِلَى قَدَرٍ مَعْلُومٍ ٢٢}⁣[المرسلات].

  ٧ - وبمعنى الحتم كما قال سبحانه وتعالى: {وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَراً مَقْدُوراً ٣٨}⁣[الأحزاب].

  وبناءً على هذا فيقال: إن الطاعات بقدر الله بمعنى حتمه وإلزامه، ولا يجوز أن يقال إن ذلك بمعنى أنه تعالى خلقها.

  وقالت المجبرة: إنه بمعنى خلقها، وكذلك قالوا في المعاصي: إنها بقدر الله.

  ويؤخذ الجواب عليهم مما سبق.

  ويأتي (قدَّر) المشدد لمعان منها:

  ١ - بمعنى خلق كقوله تعالى: {وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا}⁣[فصلت: ١٠] أي: خلقها.

  ٢ - بمعنى أحكم كقوله تعالى: {وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً ٢}⁣[الفرقان]، أي: أحكمه إحكاماً.