قصد السبيل إلى معرفة الجليل،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

بعض أصول الزيدية

صفحة 203 - الجزء 1

  زيداً # ونصروه، وغير زيدية وهم الذين رفضوا نصرته، معتذرين بما تقدم.

  أما قبل ذلك فكانت الشيعة أمة واحدة وحزباً واحداً، ولم تطل المدة بعد قيام الإمام زيد بن علي # على قيام الدولة العباسية، وحينها حاولت الدولة العباسية دعم المذهب الإمامي والشد من أزره؛ من أجل مصالح ومنافع سياسية، يعود نفعها إلى الدولة العباسية، فقد أضعفت بذلك جانب أئمة الزيدية الذين اتبعوا زيداً في الخروج على الظلمة وإعلان الجهاد عليهم، وحولت الشيعة إلى جعفر الصادق وأولاده وروجت لإمامتهم في الناس؛ فقد كان الخطيب يخطب في زمان المأمون في خطبة الجمعة بالصلاة على علي بن موسى بن جعفر وآبائه ثم يقول:

  ستة آباءٍ همُ ما همُ ... هم خير من يشرب صوب الغمام

  فانجرفت الشيعة، إلى هذا المذهب السلمي، وصار له كيان كبير، وأتباع كثيرون، وعلماء، وطلبة علم، وكل ذلك بسبب دعم سلطان دولة بني العباس.

  أما المذهب الزيدي فإن سلاطين بني العباس قد توجهوا بكل قواهم إلى ملاحقة أهله وتقتيلهم، وكان ذلك شغلهم الشاغل، ودأبهم المتواصل، لا يقر لهم قرار، ولا يهدأُ لهم بال في ملاحقة الزيدية؛ لما يرون فيهم من الخطورة على سلطانهم.

بعض أصول الزيدية

  ولنستعرض هنا شيئاً من أصول الزيدية على سبيل الاختصار، فمن أصولهم:

  ١ - تفضيل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب # بعد النبي ÷ على جميع الصحابة، لما تقدم من الأدلة، ولما قال أحد أئمة أهل السنة والجماعة⁣(⁣١): لم يأت عن النبي ÷ في أحد من الفضائل ما أتى في علي #.


(١) ورد هذا القول عن أحمد بن حنبل، أورده عنه في الاستيعاب في معرفة الأصحاب (٣/ ١١١٥) قال فيه ما لفظه: وقال أَحْمَد بْن حَنْبَل وَإِسْمَاعِيل بْن إِسْحَاق القاضي: لم يرو فِي فضائل أحدٍ من الصحابة بالأسانيد الحسان مَا روي فِي فضائل علي بْن أَبِي طالب. وكذلك قَالَ أَحْمَد بْن شعيب بْن علي النسائي |. اهـ وهو في الرياض النضرة في مناقب العشرة لمحب الدين الطبري (٣/ ١٨٨).